اعتبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن الحل العسكري للنزاع في اليمن هو الأرجح، في ظل تعنّت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التي ما زالت تستمد قرارها من إيران. وعلى الرغم من ذلك، أكد أن حكومته ستظل دوماً تدعو إلى السلام وتسعى إلى تحقيقه؛ لأنها المسؤولة عن الشعب وعن رفع المعاناة عنه. وقال هادي في مقابلة مع قناة العربية الفضائية بثتها ليل السبت: «الحل العسكري هو الأرجح لأن قرارهم (المتمردون الحوثيون) ليس بأيديهم»، مضيفاً: «لو اتصلوا بإيران وقيل لهم لا فسنختلف معهم». وعلى الرغم من ترجيحه للحل العسكري، قال هادي إن حكومته المعترف بها دولياً «ستظل تمد يدها للسلام».وأشاد الرئيس اليمني بالموقف الأمريكي حيال النزاع اليمني وإيران في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، معتبراًَ أن مقاربة واشنطن الحالية «أفضل من موقف الرئيس السابق باراك أوباما». ورأى أن أوباما «اهتم بكيفية الاتفاق حول المسالة النووية»، مشيراً إلى أن هذا الأمر سمح لإيران «بالتوسع» في المنطقة. وذكر هادي أن جون كيري وزير الخارجية في عهد أوباما، طرح فكرة أن يكون لهادي نائب رئيس يختاره الحوثيون إلا أنه رفض ذلك، مشدداً على أن حكومته اتفقت مع إدارة ترامب «على زيادة الضغط على الحوثيين وعلى إيران».وذكر هادي أن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، تسيطر على ما يقارب من 70% من موارد الدخل القومي، كالضرائب وإيرادات الشركات والمصانع العامة، ومع هذا يطالبون الحكومة بدفع مرتبات موظفي الدولة في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.وقال هادي إنه بحث مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، خطة تسليم ميناء الحديدة إلى طرف محايد لإدارته بإشراف الأمم المتحدة، التي وافقت عليها الحكومة ورفضتها الميليشيات الانقلابية، بسبب حجم العائدات المالية من الميناء، والتي تستحوذ عليها الميليشيات وتستخدمها لتمويل عملياتها العسكرية ضد المدنيين في المحافظات، لافتاً إلى أن الميليشيات رفضت أيضاً مقترحاً بتوريد إيرادات الميناء إلى فرع البنك المركزي اليمني في الحديدة، وصرف مرتبات الدولة في المحافظات الخاضعة لسيطرتها عن طريقه. وجدد تأكيده رفض اليمنيين للتجربة الإيرانية التي تحاول فرضها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، التي عملت على تغيير المناهج التعليمية في صنعاء، مضيفاً أنه مهما طال أمد الحرب فإن اليمنيين لن يسمحوا ولن يقبلوا بتطبيق التجربة الإيرانية.وحول الخلافات بين حليفي الانقلاب، أكد هادي أن هناك خلافاً سياسياً بين الجانبين حول السلطة وطريقة الحكم، غير أنه توقع ألاَّ يصل هذا الخلاف إلى حد الصدام العسكري بين الجانبين؛ لأنهما يعرفان أن الصدام المسلح يعني نهايتهما. إلى جانب ذلك أكد هادي، خلال لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونیو جوتیریس بمكتبه في مقر الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «نسعى لتحقيق السلام انطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه أبناء شعبنا اليمني كافة». من جهته عبر الأمين العام للأمم المتحدة «عن بذل قصارى جهوده لدعم اليمن على مختلف المناحي، وصولاً لتحقيق السلام وإعادة البناء والإعمار، وتعافي الحياة وعودة التنمية المستدامة».
مشاركة :