في ذكرى رحيل الأديب القاص سباعي أحمد عثمان | علي خضران القرني

  • 8/15/2014
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

* تعتبر الملاحق الأدبية رافدًا من روافد نهضة الأدب في أي شعب من الشعوب، وعنوان نهضته وسطوعه على كافة أصعدته ومشتقاته، ومن خلال حقوله المتعددة يبرز الأدباء على اختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم. * ويُعدُّ ملحق المدينة الأدبي في طليعة الملاحق الأدبية بصحف بلادنا ريادةً وسطوعًا في عالم الأدب والأدباء؛ بفضل الله، ثم بفضل رؤساء التحرير القائمين والداعمين لمسيرته الطويلة على امتداد تاريخه الطويل المشرِّف، وبجهود المشرفين المتعاقبين عليه، وآخرهم المشرف الحالي د. فهد الشريف. * وعندما أستعرض تاريخ هذا الملحق الطويل الحافل بالإنجازات الأدبية تحضرني ذكرى الصديق الراحل القاص الأديب الأستاذ سباعي أحمد عثمان -رحمه الله- أول المشرفين على هذا الملحق في عهدي صحافة الأفراد والمؤسسات، والذي كان شعلة من النشاط في السير بهذا الملحق ومواكبته أدبيًّا لمسيرة نهضة البلاد، وقد ازدهر في عهده ازدهارًا برز من خلاله العديد من أدباء الشباب الواعدين، الذين بات يُشار إليهم بالبنان في تخصصاتهم الأدبية المتعددة. * كنا نتواصل نحن كتّاب وأدباء الطائف مع الملحق عن طريق الرسائل البريدية، خاصة في عهد صحافة الأفراد لعدم وجود فاكسات، أو نت -آنذاك- أو نرسلها مع سائقي التكاسي، أو نسافر لجدة ونسلمها للمشرف يدًا بيد، وكذا صحف مكة كالندوة، ومجلة قريش.. لأن طريق الهدا -لا يزال- تحت الإنشاء، والسفر عن طريق السيل بواسطة سيارات البكسات.. الأبلكاش، وكان هو الآخر غير ممهد، وغير مسفلت، وكنا نجد من المشرف -رحمه الله- حُسن التعامل وتقدير مسافة التواصل، وتذليل المصاعب. * كان سباعي عثمان من خيرة من أشرف على ملحق المدينة آنذاك تشجيعًا، وأخلاقًا، وحسن تعامل، وإنزال الكتَّاب منازلهم، وعدم التفرقة بينهم.. وكان أيضًا حمامة سلام بين من تدور بينهم حراكات نقدية.. فإذا رأى احتداد الجو بينهما، وخروج المناقشة عن النقد المنهجي المألوف يوقفها بطريقة أدبية يقتنع بها الطرفان. * دفعني لكتابة هذه الذكرى الروابط الوطيدة التي كانت تجمع بيني وبين الراحل -رحمه الله- بعضها قبل إشرافه على الملحق، والبعض الآخر بعد إشرافه عليه. وتذكرته زيادة بينما كنت أنبش في إضبارات مكتبتي هذه الأيام. بحثًا عن قراءات ودراسات كنت كتبتها في الملحق إبّان إشرافه عليه حتى وفاته، في سبيل جمعها، وإصدارها في كتاب يحفظها من التشتت والضياع، والتي بلغت حتى الآن ما يقرب من 20 بحثًا ودراسة. والذي كان آخرها "قراءة في أحد دواوين الشاعر الكبير والأديب الأريب والمفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن العشماوي، والتي زادت عن صفحة ونصف، وقد قال لي سباعي عن شاعرية العشماوي حينها "العشماوي شاعر بحق، وسيكون له شاعرية في قادم الأيام، تتعدى حدود البلاد إلى العالمية"، ولم يخبْ ظنّه -رحمه الله- فقد كان العشماوي بحق "شاعرًا ومفكرًا يتألق على المستويين المحلي والعربي والإسلامي". * رحم الله سباعي أحمد عثمان، فقد رحل عنا بعد أن ترك لنا بصمات مضيئة على بوابة الساحة الأدبية لا تُنسى.. وبالله التوفيق.

مشاركة :