يتضح جليا لمن يراقب قيام الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – وحتى العهد الحاضر ثبات ووضوح سياسات المملكة الخارجية القائمة على حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الآخرين ودعم علاقات المملكة مع سائر دول العالم ومناصرة القضايا العادلة للأمتين العربية والإسلامية والعمل مع المجتمع الدولي لارساء دعائم السلم والأمن الدوليين. تلك السياسة الثابتة مازالت سارية المفعول منذ عهد التأسيس وحتى اليوم ومن علاماتها الواضحة أيضا الأخذ بمنهج الاعتدال والوسطية والحوار ونبذ مختلف أشكال الجريمة والإرهاب والتطرف، وهو منهج مستمد في أصوله من مبادئ وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة التي تتخذ منها المملكة دستورًا لتحكيمه في كل أمورها وشؤونها، وقد أدى التمسك بهذا المنهج إلى الأخذ بكل أسباب النهضة والتنمية في الداخل من جانب وإلى احترام دول العالم لسياسة المملكة الخارجية الرزينة والهادئة من جانب آخر. والثوابت الواضحة التي تمثل سياسة المملكة منذ توحيدها تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية والاقليمية والدولية مازالت تحظى باعجاب وتقدير وتثمين دول العالم قاطبة؛ لما لها من أثر فاعل في حلحلة أزمات العالم وقضاياه بما يتوافق مع توجهات المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية الرامية إلى تحقيق أمن الدول وسلامتها واستقرارها والنأي بها عن النزاعات والفتن والحروب. لقد التزمت المملكة منذ عهد التأسيس بتلك الثوابت مستهدفة حل الأزمات والنزاعات في أي مكان بالطرق العقلانية والسلمية وعلى رأسها القضية المركزية للأمة العربية والعمل على مواجهة موجات الإرهاب والتطرف بما يصب في روافد المصالح المشتركة للأمتين العربية والإسلامية وخدمة الأمن والسلم في كل مكان، وهو التزام أدى إلى اعجاب دول العالم بما تقوم به المملكة من أدوار ريادية للمشاركة الفعلية مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام وانهاء وتسوية الخلافات القائمة بين الدول والشعوب. ولاتزال المملكة متمسكة بتلك الثوابت السياسية الواضحة من خلال حراكها الدبلوماسي مع مجموعة دول العالم المحبة للأمن والأمان والاستقرار لتصفية جيوب التنظيمات الإرهابية وانهاء فتائل الحروب المشتعلة داخل دول المنطقة العربية وخارجها تحقيقا للأسس التي قامت عليها تلك الثوابت الراسخة القائمة على وقف النزاعات والأزمات الطاحنة في كل أجزاء المعمورة والعمل على رخاء المجتمعات البشرية دون استثناء واشاعة أسباب الأمن والطمأنينة والرخاء في أرجائها. هي سياسة واضحة أرسى دعائمها الملك المؤسس وسار أبناؤه الميامين من بعده على نهجها الثابت حتى اليوم لتثبت نجاحها المنقطع النظير في تحقيق التنمية والنماء والنهوض بمقدرات الشعب السعودي، ونجاحها أيضا في المشاركة الفاعلة مع المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والسلم الدوليين والمضي قدما لاستئصال ظاهرة الإرهاب في أي جزء من أجزاء هذه المعمورة، والعمل على تحقيق الاستقرار والأمن والرفاهية داخل المجتمعات البشرية دون استثناء.
مشاركة :