كل ما تريد معرفته عن "الدولة الكردية" في حال الانفصال

  • 9/25/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت التساؤلات تطرح حول شكل الدولة الكردية، التي يريد أكراد العراق الإعلان عنها، مع بدء عملية الاستفتاء اليوم، كما كثرت التكهنات حول مصير محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها بين حكومة بغداد وإقليم كردستان. وتخطط حكومة إقليم كردستان لاستخدام هذا التصويت كتفويض شرعي للضغط من أجل إجراء مفاوضات مع #بغداد ودول الجوار للوصول إلى الاستقلال، وسط معارضة شديدة وتهديدات عسكرية من قبل إيران وتركيا. كما أن كلاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة عارضت بصراحة إجراء الاستفتاء واعتبرته يضر بالجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والحرب على تنظيم "داعش".استقلال كامل أم كونفدرالية؟ ويبدو أن أكراد العراق اليوم ماضون بشكل حاسم كما أعلن رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، بمشروع الاستفتاء من أجل الانفصال التام والاستقلال الكامل عن العراق. وتقول حكومة إقليم كردستان إن الحكومة المركزية في بغداد لم تحترم مبدأ الشراكة وحقوق الإقليم الفيدرالي وفقاً للدستور العراقي، لا بالنسبة لمبادئ الدولة الاتحادية ولا فيما يتعلق بمصير المناطق المتنازع عليها. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading your web browser ويشارك نحو خمسة ملايين شخص في الاستفتاء بنعم أو لا على سؤال: "هل تريد إقليم #كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم أن تصبح دولة مستقلة؟". لكن نظراً للضغوط الإقليمية والدولية التي تعارض الانفصال، يقول محللون إن أكراد العراق ربما يطرحون حل الاتحاد الكونفدرالي بين حكومتي بغداد وأربيل، لحل الأزمة وتحاشياً لحصار قد تفرضه كل من بغداد وطهران وأنقرة ضد الإقليم.خلفية تاريخية ويسعى الأكراد في الشرق الأوسط لنيل دولة مستقلة منذ نهاية #الحرب_العالمية الأولى وتقسيم المنطقة إلى عشرات الدول بنهاية الحقبة العثمانية، وفق اتفاقيات الدول المستعمرة آنذاك، حيث أدى إلى توزيع أراضي الأكراد بين العراق وسوريا وتركيا وإيران، دون إعطاء دولة لهم. وقد حاول الأكراد إنشاء دولة لهم في أراضيهم غرب إيران وقد أسسوا جمهورية مهاباد، عام 1946 بدعم سوفييتي، لكنها لم تصمد سوى 11 شهراً فقط حيث أطاحت بها حكومة الشاه الإيراني وتمّ إعدام رئيسها قاضي محمد في 31 آذار/مارس 1947 في إحدى الساحات العامّة.أكراد العراق بالنسبة لأكراد العراق فقد خاضوا حروباً ضد الدولة المركزية منذ الستينيات بقيادة الملا مصطفى البارزاني، كما شنت حكومة صدام حسين حملة الأنفال ضدهم في الثمانينيات فقتلت عشرات الآلاف ومن ضمن ذلك بالغاز السام في مدينة حلبجة. ونشأ مسعود بارزاني، الذي قاد والده صراعات ضد بغداد في الستينيات والسبعينيات، في المنفى بإيران وعاد في ريعان شبابه لينضم إلى مقاتلي "البيشمركة". عناصر من قوات البيشمركة الكردية بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003، وتأسيس إقليم كردستان #العراق فقد شكل الأكراد قوات مسلحة وشرطة واتخذوا علماً ودستوراً ونشيداً قومياً وحكومة وبرلماناً مستقلين عن الحكومة المركزية في بغداد. وأصبح مسعود #بارزاني رئيساً لإقليم كردستان العراق منذ عام 2005 وقال في تصريحات إنه ولد لكي يقود "كردستان إلى الاستقلال".شكل الدولة الكردية من الناحية النظرية، سيكون النظام السياسي المستقبلي في كردستان في حال أصبحت دولة مستقلة، امتداداً للنظام القائم، وهم تقسيم للسلطة بين الحزبين الرئيسيين، وهما "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني". أما جغرافياً، فستكون دولة كردستان المستقلة محاطة بالكامل بدول مجاورة "معادية"، كما أنها لا تمتلك أي منفذ بحري وبالتالي، فإن موقعها الجغرافي وعلاقاتها المتوترة مع جيرانها ستعرضها لضغوط هائلة خاصة من جانب تركيا وإيران.حدود الدولة الكردية ستقام الدولة الكردية المرتقبة بعد الاستفتاء على الاستقلال في المحافظات الرئيسية وهي أربيل والسليمانية، ودهوك، وكذلك أجزاء كبيرة من محافظات نينوى وديالى وكركوك، حيث يكون الحد الفاصل مع العراق، جبال حمرين. وكان الخبير القانوني العراقي، طارق حرب، قال في بيان صحافي سابق، إن "حدود إقليم كردستان رسمها 5 من القادة الكرد في مجلس الحكم الذي تم تشكيله في 13 تموز/يوليو 2003 وهم كل من مسعود البارزاني وجلال طالباني وصلاح الدين بهاء الدين ومحمود عثمان ودارا نور الدين، عند كتابة قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية والدستور الانتقالي، حيث اتفقوا مع الجانب الأميركي والجانب الذي يمثل الأمم المتحدة في كتابة هذا الدستور الانتقالي على تضمين هذا الدستور الحدود الجغرافية لإقليم كردستان". وبحسب طارق حرب، فإنه "بعد نقاش طويل بين الأطراف الثلاثة: الكرد وأميركا والأمم المتحدة، حصل الاتفاق على الصيغة الواردة في المادة (53) من الدستور الانتقالي التي نصت على أن يعترف بحكومة إقليم كردستان بصفتها الحكومة الرسمية للأراضي التي كانت تدار من قبل هذه الحكومة في 19/3/2003 /أي الاتفاق على أن تكون الحدود الجغرافية للإقليم هي حدوده قبل شن الحرب لإسقاط نظام صدام وهذه الحدود مؤشرة بدقة وإلى حد السنتمتر في الخرائط الموجودة لدى دول التحالف التي أقامت الحرب ولدى جهات أخرى كثيرة". وأوضح حرب أنه "عندما جرى الاحتفال الرسمي يوم 8/3/2004 بالتوقيع والموافقة من قبل مجلس الحكم البالغ 25 عضواً على هذا الدستور الانتقالي بعد إكمال كتابته وموافقة أعضاء مجلس الحكم الـ25 والجهة الأممية والجهة الأميركية تحفظ في حفلة الاحتفال بعض أعضاء مجلس الحكم الشيعة على بعض أحكام هذا الدستور الانتقالي". وأشار إلى أن "القادة الكرد لم يتحفظوا على أي حكم من أحكام هذا الدستور بما فيها الحكم الوارد في المادة (53) التي حددت الحدود الجغرافية لحدود كردستان التي لا تبعد واقعياً سوى بضعة كيلومترات عن مدينة أربيل وأكثر من ذلك عن مدينة السليمانية إذ تبدأ حدود الإقليم غرباً من ناحية (خه بات)، أي قبل الوصول إلى الحدود الإدارية لمحافظة نينوى وتكون هذه الحدود شمال كركوك بأكثر من سبعين كيلومتراً وشمال خانقين وجلولاء بما يساوي هذه المسافة". وبين أن "المادة (143) من دستور 2005 التي ألغت جميع أحكام الدستور الانتقالي وأبقت على المادة (53) الخاصة بحدود كردستان وتأكدت بالدستور الانتقالي/قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية/ وفي الدستور الدائم لسنة 2005".النزاع على كركوك النفطية تعد محافظة #كركوك الغنية بالنفط أهم نقاط النزاع بين بغداد وأربيل، وهي محافظة تقع إدارياً خارج إقليم كردستان ويقطنها أكراد وتركمان وعرب ومسيحيون آشوريون. وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على تنظيم استفتاء في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها، لتحديد إرادة مواطنيها في مدةٍ أقصاها 31 من شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2007، الأمر الذي لم يتم حتى اليوم بسبب الخلافات بين الأكراد والحكومة المركزية في بغداد. وأوجبت المادة (140) من الدستور الدائم ثلاث مراحل لحل قضية كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها، وهي التطبيع والإحصاء والاستفتاء ولحد الآن لم تكتمل المرحلة الأولى الخاصة بالتطبيع. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading your web browser شاهد أيضاً: كركوك.. النقطة الأسخن قبيل الاستفتاء المرتقب ويتم تصدير النفط الخام من كركوك من خلال خط أنابيب عبر البحر المتوسط يمر من إقليم كردستان العراق ثم تركيا، التي تهدد بإغلاق هذا الخط في حال إعلان كردستان العراق الاستفتاء. بدأ الإقليم في تصدير #النفط الخام إلى الخارج بمعدل 90 إلى 100 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 600 ألف برميل يومياً في 2017. وسبب هذا خلافات حادة مع الحكومة المركزية ومع دول الجوار.تهديدات طهران وأنقرة بدأت إيران قبيل يوم من الاستفتاء بتنفيذ تهديداتها ضد كردستان العراق وأغلقت المجال الجوي معها وقامت بقصف قرى حدودية بحجة وجود فصائل كردية إيرانية معارضة لطهران في تلك المناطق. ومن المرجح أن تقوم طهران بدفع الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لها بشن هجمات ضدّ قوات البيشمركة الكردية، وبالتالي إشعال حرب شيعية كردية في العراق. وتخشى طهران أن يؤدي استقلال كردستان إلى تحريك أكراد إيران وسائر القوميات للمطالبة بحق تقرير المصير، خاصة أن العرب والأكراد والأتراك الآذريين والتركمان والبلوش غيرهم يعانون من تمييز الدولة المركزية أو ما يصفونه بـ"الشوفينية الفارسية". كما أن لدى تركيا نفس الموقف ونفس المخاوف، فيما يتعلق بأكرادها وصراعها الطويل مع حزب العمال الكردستاني وبالتالي فهي تهدد بالتدخل بقوة خاصة في كركوك بحجة حماية التركمان.

مشاركة :