تشير مارينا بيريفوزكينا في "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى أن واشنطن وكييف تُعدَّان مشروع قرار بديلا عن مشروع القرار الروسي لنشر قوات دولية في دونباس. كتبت بيريفوزكينا: أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الولايات المتحدة وأوكرانيا رفضتا العمل بمشروع القرار الروسي حول نشر قوات حفظ سلام دولية في منطقة دونباس (في جنوب-شرق أوكرانيا). وبحسب قوله، هما تُعِدَّان مشروع قرار بديلا. وبالطبع من السهل التنبؤ بمضمونه، حيث سبق لهما أن تحدثا عنه مرات عديدة. فوفق رأيهما يجب أن تنتشر القوات الدولية لحفظ السلام ليس فقط على الخط الفاصل بين الجانبين، كما تقترح روسيا، بل وعلى كامل منطقة دونباس وعلى الحدود الأوكرانية-الروسية أيضا. ويذكر أن الرئيس بوتين كان قد اقترح نشر هذه القوات لحماية بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي العاملة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وفقط بموافقتهما. بيد أن لدى "الشريكين"، على ما يبدو، تصورات مغايرة، ولا سيما أن جميع المقترحات بشأن قوات حفظ السلام الدولية هي دليل على "ارتخاء" الخصم، وفقا لمنطقهم. osce.org بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في جنوب -شرق أوكرانيا لذلك ليس هناك ما يدعو إلى العجب من ترحيبهما بمقترح بوتين ووصفهما إياه بأنه "مهم"، ولكن فقط كنقطة عمل، يجب باعتقادهما تطويرها بإبداع، وخاصة أن الاقتصاد الروسي، بحسب استراتيجيي الولايات المتحدة، ممزق ولم يبق للناس ما يأكلوه. ومقترح بوتين ليس سوى صرخة يأس. لذلك يجب تثمين هذا السلوك الجيد منه، حيث وعد الأمين العام السابق للناتو أندرس فوغ راسموسن، بأنه إذا وافقت روسيا على نشر قوات حفظ السلام الدولية على طول حدودها مع أوكرانيا، فإن من الممكن أن ترفع الولايات المتحدة جزءا من العقوبات. وهو مقترح سخي جدا. أما العقوبات الباقية فيبدو أنها سترفع بعد "إعادة" القرم إلى أوكرانيا. أما أنا، فإنني أعتقد أن العقوبات لن ترفع مهما كان سلوك روسيا "جيدا"، لأن العقوبات تشبه جزرة معلقة أمام أنف الحمار الراكض. من جانبها، لم تر رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أي منطق في نشر قوات حفظ السلام على امتداد الحدود الروسية مع أوكرانيا، ولكنها رأت أنه يتفق ومنطق استراتيجيتهم. إن واشنطن تحاول تسوية مشكلة دونباس بالطريقة التي استخدمتها في يوغوسلافيا. فبنتيجة عملية "العاصفة" في شهر أغسطس/آب 1995، التي قام بها جيش كرواتيا بدعم من الغرب، سقطت جهورية كرايينا الصربية خلال خمسة أيام، وبعدها جرت عملية إبادة عرقية للصرب، الذين كانوا يشكلون 91 بالمئة من السكان قبل العملية. وكان يرابط حينها في كرايينا زهاء 10 آلاف عسكري من قوات حفظ السلام، ولكنهم لم يدافعوا عن الصرب، بل وفي غالب الأحيان كانوا يساعدون المعتدين. ولذلك، ليس هناك أدنى شك في أن كييف أو واشنطن تريدان السلام في دونباس. أي وقف العمليات العسكرية وأخذ مصلحة سكان المنطقة بالاعتبار. ويجب على قوات حفظ السلام التي تريدان نشرها في المنطقة برأيهما لعب نفس الدور الذي لعبته في كرايينا. أي ضمان غطاء لعمليات الإبادة وعدم تدخل روسيا. بيد أن موسكو ليست بلغراد. ودروس يوغوسلافيا استُوعبت جيدا، والجميع يعلم أن خيانة دونباس ستكون بداية نهاية روسيا نفسها. ترجمة وإعداد كامل توما
مشاركة :