أكراد العراق زحفوا إلى «استفتاء الانفصال» ورائحة البارود تفوح من المناطق المتنازع عليها - خارجيات

  • 9/26/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كما كان متوقعاً، زحف الأكراد إلى صناديق الاقتراع، أمس، ليعلنوا بوضوح أنهم ماضون في طريق الانفصال عن العراق، في حين بدأت الجبهة المُقابلة المكونة من بغداد وأنقرة وطهران باتخاذ إجراءات مضادة يبدو أنها مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها الخيار العسكري. وشمل الاستفتاء، الذي شهد مشاركة كثيفة تخطت الـ 76 في المئة (من أصل 5 ملايين و375 ألفاً يحق لهم المشاركة)، المحافظات الثلاث من إقليم كردستان العراق، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، أبرزها محافظة كركوك، وقضاء خانقين في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد. وفيما كان الأكراد يدلون بأصواتهم، أصدر مجلس النواب العراقي مجموعة من القرارات ضد الاستفتاء، أبرزها قرار يلزم رئيس الوزراء حيدر العبادي بنشر قوات في المناطق التي استولى عليها الأكراد منذ الاجتياح الاميركي العام 2003. وقال القيادي في منظمة «بدر» (وهي جزء من ميليشيات «الحشد الشعبي») كريم النوري إن «وجهتنا المقبلة ستكون كركوك والمناطق المتنازع عليها المحتلة من قبل عصابات مسلحة خارجة عن القانون ولا تلتزم بأوامر القائد العام للقوات المسلحة»، في اشارة إلى قوات البيشمركة. من جهته، قال الناطق باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي «في حال حدوث أي صدام أو اشتباك في هذه المناطق، القوات الاتحادية ستفرض القانون وتفرض النظام وتؤمن سلامة واستقرار المناطق والمواطنين». وفي أول أحداث عنف، قتل أمس عنصر من البيشمركة بنيران مسلحين من «الحشد» وسط قضاء الدوز الذي يسكنه أكراد وتركمان. ومع تصاعد التوتر، فرضت سلطات كركوك حظراً للتجول على حركة السيارات من بعد ظهر أمس وحتى إشعار اخر. إقليمياً، أعلنت إيران، بعد ظهر أمس، أن الحدود البرية مع كردستان العراق لا تزال مفتوحة، لتتراجع بذلك عن تصريح سابق للناطق باسم وزارة الخارجية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية إن «الحدود البرية بين ايران ومنطقة كردستان العراق مفتوحة، هذه الحدود لم تغلق. في الوقت الراهن، ان المجال الجوي فقط مغلق بين ايران وهذه المنطقة». وكان الناطق باسم الخارجية بهرام قاسمي اعلن في وقت سابق للصحافيين ان بلاده اغلقت «حدودها البرية والجوية مع كردستان العراق بطلب من حكومة» بغداد. من جهتها، أعلنت تركيا فرض تدابير مراقبة مشددة عند معبر خابور الحدودي مع كردستان في شمال العراق، نافية تقارير إعلامية عن إغلاقها الحدود، بيد أنها لوحت باتخاذ مثل هذه الخطوة قريباً. وذهب الرئيس رجب طيب أردوغان إلى حد التهديد بالخيار العسكري، إذ أكد أن جميع الخيارات مطروحة لمنع الأكراد من إقامة «دويلتهم»، مهدداً بإطلاق حملة برية في شمال العراق على غرار عملية «درع الفرات» التي شنتها تركيا في شمال سورية. وإذ وصف الاستفتاء بأنه «قرار تفوح منه رائحة الانتهازية»، و«في حكم الملغى من دون النظر إلى نتائجه»، لوّح أردوغان بوقف صادرات إقليم كردستان النفطية عبر تركيا. وقال: «هذا الاسبوع ستتخذ اجراءات. ستوقف حركة الدخول والخروج» عند معبر خابور الحدودي، مضيفاً «لنرَ من أين سيتمكن (إقليم كردستان) من بيع النفط. الصمامات عندنا. وسيتوقف العمل بمجرد أن نغلقها»، في ما يبدو انه تهديد بوقف الصادرات النفطية وهو اجراء من شأنه تضييق الخناق على اقتصاد كردستان. وفي دمشق، اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان استفتاء أكراد العراق «مرفوض»، مشدداً على أن بلاده لا تعترف إلا بعراق «موحد».

مشاركة :