دمشق، أنقرة - وكالات - حذّرت تركيا من أن استمرار القصف الروسي على إدلب يهدد بانهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الجولة السادسة من محادثات أستانة وأفضى إلى الاتفاق على 4 مناطق لخفض التوتر في سورية، في حين قتل 27 مدنياً على الأقل، بينهم 10 أطفال، في غارات روسية جديدة على المحافظة ذاتها، وهي الحصيلة الأعلى منذ إعلان الهدنة. وقال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو إن «استهداف المدنيين في إدلب يعني انتهاكاً للهدنة المعلنة فيها ويهدد بانهيار لاتفاقية أستانة، وينبغي على موسكو أن تكون حريصة». وأضاف، في مقابلة مع قناة «خبر» التركية، أن «قصفاً روسياً في الآونة الأخيرة على إدلب السورية أسفر عن مقتل مدنيين ومقاتلي معارضة معتدلين»، مؤكداً أن «قتل المدنيين انتهاك لاتفاق أستانة... وهذا الأمر سيطرح للنقاش خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا»، الأسبوع الجاري. وكان الطيران الحربي التابع لروسيا والنظام السوري صعّد غاراته المكثفة على مدينة إدلب وريفها، ضمن الحملة التي بدأها على المنطقة منذ أسبوع، موقعاً ضحايا وجرحى، إذ بلغ عدد الغارات الجوية التي استهدفت ريفي حماة وإدلب، حتى أول من أمس، 582 غارة كان أبرزها استهدف مقار «فيلق الشام» وهو فصيل إسلامي معارض شارك في محادثات أستانة، وتسببت الغارات في مقتل العشرات. وتعرضت بلدات وقرى في محافظة إدلب، أمس، أيضاً إلى مزيد من الغارات الروسية التي تسببت في مقتل 27 مدنياً على الأقل، بينهم 10 أطفال، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أن «حصيلة القتلى هذه الأعلى منذ اقرار اتفاق خفض التوتر». إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم أن أنقرة وموسكو وطهران تعمل على إقامة منطقة جديدة لخفض التوتر في منطقة عفرين، ذات الغالبية الكردية، شمال غربي سورية. وقال «نقوم الآن بخطوات مشتركة مع إيران وروسيا، من أجل إقامة منطقة خفض توتر في منطقة مدينة عفرين». وكانت الدول الضامنة للهدنة في سورية، وهي روسيا وتركيا وإيران، أعلنت في منتصف سبتمبر الجاري عن بدء العمل بـ 4 مناطق لخفض التوتر، في جنوب غربي سورية والغوطة الشرقية ومحافظة حمص ومحافظة إدلب (إضافة إلى بعض المناطق التابعة لمحافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة). في غضون ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي مع الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف، أهمية مفاوضات أستانة في تسوية الأزمة السورية. وجاء في بيان صدر عن الرئاسة الروسية، أول من أمس، أن المحادثات الهاتفية بين رئيسي البلدين تناولت، «الآفاق المستقبلية للتسوية السلمية في سورية في إطار الاجتماع الدولي السادس حول سورية الذي عقد في أستانة». من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ترحب بجهود الرياض الرامية إلى توحيد المعارضة السورية قبل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات الخاصة بتسوية الأزمة. إلى ذلك، قام عسكريون في «مركز المصالحة» الروسي في سورية بنصب مركز طبي متنقل في قرية تل السوس التابعة لمحافظة حلب، وأوصلوا أكثر من طنين من المساعدات الإنسانية إلى سكان القرية. على صعيد آخر، لا يزال السجال، حول استهداف وحدات معمل الغاز الذي تسيطر عليه «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في دير الزور، قائماً بين الأخيرة المدعومة أميركياً وبين روسيا التي تنفي ضلوعها في القصف. وقالت الناطقة الرسمية باسم حملة «عاصفة الجزيرة» ليلى العبدالله إن «روسيا قصفت بغارات جوية وقذائف هاون معمل الغاز كونيكو، حيث يتواجد عدد كبير من قوات (قسد) ما تسبب بسقوط قتيل و 6 جرحى، فيما نفذت طائرات تابعة للنظام السوري غارات تزامناً مع قصف بقذائف الهاون». في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية قصف طائراتها لـ «قسد» قرب حقل الغاز الذي انتزعت السيطرة عليه من تنظيم «داعش» قبل أيام عدة، مضيفة أنها «تحرص دوماً على ضمان دقة ضرباتها الجوية». وسط هذه الأجواء، ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن غارات نفذها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، خلال شهر مارس الماضي، قرب مدينة الرقة السورية تسببت في مقتل 84 مدنياً على الاقل بينهم 30 طفلاً. ووثقت المنظمة الحقوقية، في تقرير، حصول «هجمتين في مارس على مدرسة كانت تؤوي عائلات نازحة في المنصورة وسوق وفرن في الطبقة» غرب مدينة الرقة. ونقلت عن شهود قولهم إن «مقاتلي (داعش) كانوا موجودين في هذين المكانين، ولكن كان هناك أيضاً عشرات إن لم يكن مئات المدنيين». إلى ذلك، قتل لاجئ سوري وأصيب 5 آخرون، أمس، في هجوم بالقذائف الصاروخية نفذه «حزب العمال الكردستاني» في هكاري جنوب شرقي تركيا. وفي طهران، ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن «الحرس الثوري وجه (أول من أمس) ضربات لقواعد تابعة لتنظيم (داعش) شرق سورية بطائرات بدون طيار، ودمر مركبات وعتاداً عسكريا وذخيرة».
مشاركة :