إفلاس «تويز آر أص» وتحديات نموذج العمال

  • 9/26/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

منذ إعلان شركة «تويز آر أص» لجوءها للفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأمريكي، حتى انهالت التحليلات والتكهنات بمستقبل الشركة وما يجب عليها فعله وما هي تداعيات الموقف الحالي. رغم أن محال «تويز آر أص» لا ترتبط معي شخصياً بذكريات من أيّام الطفولة، حيث إن أفرعها لم تكن منتشرة في دولة الإمارات في ذلك الوقت غير أنها كانت إحدى المحال المفضلة لدى ابنتي، إلا أنني لاحظت في السنوات الخمس الأخيرة تراجع شعبية محال «تويز آر أص» حيث إنها لم تعد الوجهة المحببة لدى الأطفال، بِالإضافة إلى افتقارها للعديد من المتطلبات التي يسعى الصغار للحصول عليها. إلى أن فاجأتنا أخبار عزم الشركة آنفة الذكر اللجوء لقانون إعلان الإفلاس. فما هي حقيقة ما حصل؟في عام 1948 أسس تشارلز لازارس شركة «تشلدرن بارقن آوتليت» لبيع أثاث الأطفال وقام بعد ذلك بإضافة لعب الأطفال كأحد المنتجات الفرعية، ومع ازدياد الطلب على لعب الأطفال وتفوقها في المبيعات على الأثاث تحولت اللعب إلى المنتج الرئيسي للشركة حتى تأسست شركة «تويز آر أص» في عام 1957، وفي عام 1978 طرحت الشركة أسهمها في السوق لتصبح شركة مساهمة عامة، وبعد خمس سنوات توسعت الشركة وقامت باستحداث خطوط بيع جديدة ولكنها لم تحظ بنفس الشعبية. في عام 2005 سحبت الشركة أسهمها من السوق وتم بيع جميع الحصص بما يعرف بالاستحواذ بالدّين، وصولاً إلى اللجوء في عام 2017 إلى قانون الإفلاس والحماية من الدائنين. ويرى محللون أن السبب الرئيسي لذلك يرجع بطبيعة الحال إلى انخفاض المبيعات وعدم قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها حتى غرقت في الديون. وبالرجوع للأرقام والتقارير المالية التي تنشرها الشركة يتضح أن عامي 2005 و2006 شهدا أكبر نسبة ارتفاع في ديون الشركة. وعام 2005 هو نفس العام الذي تم فيه سحب أسهم الشركة من الأسواق والاستحواذ عليها بالدين مما يعلل لدى البعض عدم قدرة الشركة الإيفاء بالتزاماتها المالية خاصة أن عملية الاستحواذ بالدين في حد ذاتها عملية عالية الخطورة إذا لم يكن الدخل مضموناً. ولكن يبقى هنا التساؤل ما الذي يجعل شركة بحجم «تويز آر أص» تخفق في مبيعاتها ولا تحقق أرباحاً تستطيع من خلالها الوفاء بالتزاماتها؟ فلنلقي نظرة هنا على نموذج الأعمال الخاص بالشركة مقارنة بنماذج أعمال مبتكرة مثل «أمازون» أو «وول مارت»، لنرى أن نموذج الأعمال في «تويز آر أص» ما زال يعتمد النمط التقليدي للتصنيع والبيع بالتجزئة والذي لم يستطع الصمود في عالم المتغيرات التقنية المتسارعة والتجارة الإلكترونية والابتكارات، وبرغم أن الشركة سعت لتطبيق نماذج مشابهة لتلك التي تستخدمها «أمازون» في التجارة الإلكترونية إلا أن تلك النماذج كانت مكررة وينقصها الابتكار الذي يضمن التفرد، كما أنها أخفقت في تحقيق تطلعات وطموحات زبائنها من الجيل الجديد الذين يفضلون العوالم الافتراضية والتطبيقات الذكية على قصور أميرات «ديزني». كما أن الشركة لم تنجح في توظيف التقنيات المتطورة لتعيد ابتكار نقاط الوصول لتتواءم مع متطلبات عصر التكنولوجيا والعولمة واكتفت بالاحتفاظ بالعديد من منافذ البيع حول العالم ذات التكلفة التشغيلية العالية. هذا عوضاً عن النموذج الإداري التقليدي الذي تتبعه الشركة بالمقارنة بالنماذج الأخرى المجاورة ك«تارجت» و«وول مارت». يصعب التكهن بالمستقبل الخاص بشركة «تويز آر أص» في الوقت الراهن ولكن لجوءها لقانون إعلان الإفلاس الفصل الحادي عشر ما زال يترك أمامها الفرصة لإعادة النظر وربما الاستفادة من إخفاقاتها السابقة ومحاولة إعادة اختراع نفسها والنظر في ابتكار نماذج أعمال جديدة تتفوق فيها على منافسيها. بالإضافة لمنتجات جديدة منخفضة التكلفة تأخذ في الاعتبار التحديات الحالية. باختصار شركة «تويز آر أص» بحاجة لإعادة الابتكار.د.أمل أل علي*  أستاذ مساعد في كلية إدارة الأعمال - جامعة الشارقة

مشاركة :