ادلى أكراد العراق، أمس، بأصواتهم في صناديق الاقتراع للتصويت في استفتاء وصف بأنه تاريخي على انفصال إقليم كردستان عن العراق، بالرغم من رفض بغداد، والدول الإقليمية، والمجتمع الدولي، فضلاً عن أطراف كردية تحسبت للمخاطر المترتبة جراء هذه الخطوة، في وقت فرضت السلطات المحلية حظر تجول شاملاً، يستمر حتى إشعار آخر في الأحياء العربية والتركمانية في كركوك، وفقا لمصدر في الشرطة. ويتوقع أن تصدر نتيجة الاستفتاء الذي تشارك فيه أيضاً محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وأربيل بعد 24 ساعة من إقفال مراكز الاقتراع. وعلى الرغم من أن النتيجة شبه محسومة وستكون لمصلحة الانفصال، إلا أن مسعود برزاني، رئيس الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، سبق أن أعلن أن الاستفتاء لن يعني إعلانا تلقائياً للانفصال، لكنه سيشكل بالأحرى نقطة الانطلاق «لمفاوضات جدية مع بغداد» حول هذه المسألة.ويحق لأكثر من خمسة ملايين شخص المشاركة في الاستفتاء الذي جرى في المحافظات الثلاث من إقليم كردستان، أربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، مثل كركوك وخانقين في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد. وكانت مراكز الاقتراع فتحدت أبوابها عند الساعة الثامنة صباحاً (05,00 ت غ)، واستمرت عمليات الاقتراع حتى السادسة مساء (15,00 ت غ). وأدلى برزاني بصوته في ساعة مبكرة من الصباح في أربيل، وبدا مبتسماً وهو يرتدي الزي الكردي.وفي السليمانية، ثاني مدن الإقليم، توافد الناخبون إلى مركز كانيسكان في شرق المدينة. وقال ديار عمر (40 عاماً، موظف) الذي ارتدى أيضاً الزي الكردي، «سننال استقلالنا عن طريق صناديق الاقتراع»، مضيفاً «إنني فرحان، هذه أول مرة في حياتي أرى استفتاء للاستقلال». وأقيم 12072 مركز اقتراع في عموم إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها.وفي مدينة كركوك، قال العقيد افراسيو قادر من شرطة المدينة «تم فرض حظر تجول شامل في مدينة كركوك بهدف ضبط الأمن، بأمر من المحافظ وقائد الشرطة، ويستمر حتى إشعار آخر». وأضاف أن «الحظر تم فرضه في وسط المدينة وفي الأحياء التركمانية والعربية»، الواقعة في وسط وجنوب المدينة. وشهدت شوارع المدينة خلال النهار، احتفالات تخللها إطلاق نار في الهواء واحتفالات تزامناً مع الاستفتاء، فيما شهدت الأحياء التركمانية والعربية هدوءاً تاماً. وقال مصدر في الشرطة رفض كشف هويته إن حظر التجول فرض بهدف تجنب التوتر بين مختلف مكونات كركوك. وشارك الأكراد في كركوك في الاستفتاء وسط رفض قاطع من العرب والتركمان. وفرضت قوات الشرطة إجراءات مشددة شملت منع التنقل أو السير في وسط وجنوب المدينة، حيث بدت شوارعها خالية تماماً، بحسب المصدر. ويشكل الاستفتاء الذي دعا اليه الزعيم الكردي مسعود برزاني رهاناً محفوفا بالمخاطر. وعبرت دول مجاورة للعراق مثل تركيا وإيران عن رفضها للاستفتاء، خشية أن تحذو الأقليات الكردية على أراضيها حذو أكراد العراق. ويتوزع الأكراد الذين يقدر عددهم بين 25 و35 مليون نسمة بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا. (وكالات)
مشاركة :