ألمانيا: ميركل تبدأ مشاورات تشكيل الحكومة

  • 9/26/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

برلين - أ ف ب: بعد خروجها منتصرة من انتخابات تشريعية مخيبة للآمال إنما في موقع أضعف، باشرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس مفاوضات صعبة لتشكيل غالبية جديدة في مشهد سياسي مشرذم بعد الاختراق التاريخي الذي حققه اليمين القومي. واجتمعت قيادة محافظي الاتحاد المسيحي الديموقراطي أمس لاستخلاص أولى العبر من انتخابات لم يحصل معسكر ميركل فيها سوى على 33% من الأصوات، في أسوأ نتيجة له منذ 1949، بحسب النتائج النهائية الصادرة صباح أمس. ولخصت صحيفة بيلد «انتصار كابوسي». وهذا الفوز الرابع على التوالي للمستشارة له طعم مرير لها، وأظهر أولى بوادر الاحتجاجات في صفوف حلفائها المحافظين البافاريين من «الاتحاد المسيحي الاجتماعي» الذين يدعون منذ سنتين إلى سلوك ميركل منعطفا إلى اليمين في سياستها. وما يعزز حججهم انتقال قسم من الناخبين المحافظين (مليون ناخب بحسب استطلاعات الرأي) إلى حزب «البديل لألمانيا» اليميني الشعبوي الذي ركز حملته على رفض قرار المستشارة عام 2015 بفتح أبواب البلاد أمام أعداد كبيرة من المهاجرين. وقال رئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي هورست سيهوفر «لقد أهملنا خاصرتنا اليمينية ويتحتم علينا الآن ردم الهوة بمواقف حازمة». وكتبت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» من يسار الوسط أمس «الذهول يخيم بين صفوف المحافظين والمسؤولة الرئيسية معروفة». وحصد «البديل لألمانيا» 12,6% من الأصوات بعد خوضه حملة شديدة النبرة استلهمها من حملتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتحقق هذا الاختراق نتيجة تشديد الحركة خطابها مع تبنيها مواقف تدعو إلى إنكار محرقة اليهود وشن هجمات شديدة على أنجيلا ميركل والمسلمين والأجانب، غير أن هذا المنحى الراديكالي أجج الانقسامات داخل حزب غير متجانس. وأثارت زعيمة في الحزب كانت حتى مطلع السنة أبرز وجوهه فرويكي بيتري مفاجأة كبرى بإعلانها أمس رفضها احتلال مقعد في مجلس النواب ضمن كتلة «البديل لألمانيا». وهاجمت الكسندر غاولاند أحد زعيمي الحزب، الذي أعلن بعيد الانتخابات أن الحزب سيباشر حملة «مطاردة» لميركل، كما أنه أثار مؤخرا سجالا كبيرا بدعوته إلى الاعتزاز بأداء الجنود الألمان في الحرب العالمية الثانية. ويشكل وصول مثل هذا الحزب إلى مجلس النواب صدمة حقيقية للعديد من الألمان، في بلد بنى هويته ما بعد الحرب العالمية الثانية على مكافحة التطرف والبحث عن تسوية والتوبة عن جرائم النازية. ورأت صحيفة «فرانكفورتر الغيمايني تسايتونغ» المحافظة أن «التقدم المدهش لشعبويي اليمين يشكل منعطفا تاريخيا في الحياة السياسية الألمانية» القائمة على ثقافة الإجماع والنقاش المضبوط اللهجة، وهو يدخلها في حقبة أكثر سجالا وقسوة.

مشاركة :