كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حجم العلاقة الوثيقة التي تربط إسرائيل بميانمار، وحجم الدعم العسكري والتسليح الذي تقدمه للنظام الحاكم هناك. وذكرت أن المسؤولين في الجانبين يتبادلان الزيارات والتعاون الأمني والإستراتيجي والعسكري رغم الحظر الدولي المفروض على بيع السلاح لهذه الدولة. فقد ذكر موقع "والا" الإخباري أن إسرائيل استضافت رئيس الأركان البورمي في زيارة رسمية لتوسيع العلاقات الأمنية بين البلدين رغم الحظر الأوروبي لتوريد الأسلحة لبورما، والعقوبات الأميركية المفروضة عليها. وقام قادة المجلس العسكري البورمي بجولة تسوق في الصناعات الحربية الإسرائيلية، تم خلالها شراء زوارق سريعة متطورة ومزودة بأنظمة مراقبة وأسلحة فتاكة، كما تم شراء معدات قتالية إخرى لم يفصح عنها. وقد زار ميشال بن باروخ رئيس دائرة تصدير الدفاع الإسرائيلي بورما في الصيف الماضي، تم خلالها تزويد بورما بمجموعة من الأسلحة والتدريب عليها مؤخراً. وأشار الموقع إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية لا تقدم تفاصيل واسعة حول سياسة التصدير العسكري لأسباب أمنية وسياسية وإستراتيجية، لكن مراقبة الصادرات الدفاعية تتم وفقا للاتفاقيات الدولية، وتجري دراسة سياسة التصدير الدفاعية لإسرائيل بصورة منتظمة بالتنسيق مع وزارة الخارجية والكيانات الحكومية الأخرى رهنا بالمعايير الدولية. وكان موقع "عفوداه شحوراه" قد ذكر في العام 2007 أن العلاقات السياسية والأمنية بين إسرائيل وبورما قوية جدا منذ الخمسينيات، وقد تعززت كثيرا بعد الزيارات المتبادلة بين قادة جيش البلدين، وزيارة موشيه دايان وشمعون بيريز لبورما في العام 1958. كما ذكر الموقع أن إسرائيل نقلت في مرحلة ما 30 طائرة من نوع Spitfire لبورما ودربت ستة من طياريها. وأضاف الموقع: "قطعت العلاقات بين الحكومتين بعد عام 1962 بعد استيلاء الحزب الاشتراكي على الحكم وعادت في عام 1988 بعد الانقلاب العسكري واستيلاء المجلس العسكري على البلاد، وبعد الانقلاب مباشرة فُرض حظر أوروبي على بورما، انضمت إليه الولايات المتحدة في وقت لاحق". وفي أغسطس 1989 وصلت سفينتان إلى بورما من دول أوروبا الشرقية محملة بالصواريخ المضادة للدبابات وقاذفات قنابل، وعلى ما يبدو هذه الأسلحة كانت قد استولت عليها إسرائيل في لبنان خلال الحرب مع القوى الفلسطينية وبعد الانسحاب من لبنان باعتها إسرائيل لبورما. وفي 1991 زار وفد أمني بورمي إسرائيل لبيع 500 بندقية من نوع "رشاش عوزى" إسرائيلية الصنع. وفي التسعينات استطاعت ميانمار بمساعدة من إسرائيل إنشاء مصنع خاص لإنتاج بنادق "روبي ساعر" تشبه إلى حد ما البندقية الإسرائيلية "جليلا" 5.56 ملم. في آب 1997 فازت شركة "إلبيت" الإسرائيلية (واحدة من أكبر مصدري الأسلحة لدول العالم) بمناقصة لتطوير 36 طائرة مقاتلة تابعة لجيش ميانمار. وتنوع الدعم الإسرائيلي لدولة ميانمار ما بين الطائرات والقنابل والمدافع، وصولا للتدريب وتبادل الخبرات. وقد قدمت نفس الشركة لميانمار أنظمة متطورة من أجهزة الملاحة وأجهزة الرؤيا الليلية والقنابل الذكية التي يتم توجيهها بالليزر، وقد حسنت الشركة بنفس العام 12 طائرة أخرى تابعة لجيش الدولة. وشهد العام 1988 مناقشات بين الجيشين الإسرائيلي والبورمي لشراء 16 مدفعا من عيار 155 ملم، ونقلها عن طريق طرف ثالث، كما شاركت إسرائيل أيضا في بناء ثلاث مدمرات جديدة للأسطول البورمي يصل وزن كل منها إلى 1200 طن، وزودتها بمعدات تقنية فضلا عن مدافع 76 ملم اختبرت في السنوات الأخيرة من قبل سفن ريشف الإسرائيلية. وختم موقع "عفوداه شحوراه" بالقول: "بالإضافة إلى التعاون الأمني بين البلدين تقوم إسرائيل بتدريب المسؤولين الحكوميين البورميين على نفقتهم، ويصل كل عام تقريبا وفد كبير منهم ليتلقوا تدريباً أمنياً وعسكرياً وتقنياً. إن دعم إسرائيل للأنظمة العنصرية حول العالم ليس مستغرباً كونها دولة قمعية بشكل لا يقل عن من تدعمهم، إضافة إلى أن مثل هذه البؤر المشتعلة تعتبر في نظر الإسرائيليين أماكن جيدة لتسويق السلاح وجني المال دون أي اعتبار لتبعات ذلك على البشر. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لدى استقباله نظيره البورمي
مشاركة :