استفتاء كردستان العراق: نسبة الإقبال على التصويت بلغت 72 في المئة

  • 9/26/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت المفوضية العليا للاستفتاء على انفصال كردستان العراق أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 72 في المئة. ولا تزال عمليات فرز الأصوات مستمرة في الاستفتاء التاريخي الذي يواجه معارضة داخلية وخارجية على السواء. ويرفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاستفتاء باعتباره "غير دستوري" ولكن الأكراد يأملون أن يمنحهم الاستفتاء تفويضا ببدء مفاوضات مطولة مع الحكومة المركزية في بغداد بشأن الانفصال. وجرى التصويت يوم الاثنين في المحافظات الشمالية الثلاث، التي يتكون منها الإقليم، وفي مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية في بغداد. ويشكل الأكراد رابع أكبر مجموعة إثنية في الشرق الأوسط، لكنهم لم يحظوا بدولة لهم على مر التاريخ. وتشير تقديرات إلى أن نسبة الأكراد في العراق تتراوح بين 15 في المئة و20 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ 37 مليون نسمة. وعلى مدار عقود، واجه الأكراد موجة من القمع قبل أن ينالوا حكما ذاتيا في عام 1991. ويحق لنحو 5 ملايين و200 ألف شخص، من الأكراد وغيرهم، ممن في سن 18 أو أكثر من المسجلين سكانا في المناطق التي يديرها الأكراد، المشاركة في الاستفتاء. ونقلت وكالة رويترز عن أحد المقترعين الذي كان ينتظر دوره في طابور أمام مدرسة في أربيل قوله "لقد انتظرنا هذا اليوم منذ 100 عام. نريد أن تكون لنا دولة. واليوم احتفال لكل الأكراد، وسنقول نعم لكردستان". ويعتقد أن نسبة التصويت بنعم لصالح الانفصال ستكون كبيرة. ولكن بعض الأكراد ومن بينهم حزبا حركة التغيير والجماعة الإسلامية في كردستان يعارضان توقيت الاستفتاء وإجراءه رغم تأييد فكرة الانفصال. وفي مدينة كركوك المتنازع عليها، طالب أفراد الطائفتين العربية والتركمانية بمقاطعة الاستفتاء. ومع انتهاء التصويت، فُرض حظر للتجول في مركز المدينة والمناطق غير الكردية من المدينة وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي عشية الاستفتاء "يهدد العراق، والتعايش السلمي بين العراقيين، وخطر على المنطقة". وتعهد العبادي بـ"اتخاذ إجراءات لحماية وحدة الأمن وحماية كل العراقيين". وقد طالبت الحكومة العراقية حكومة كردستان بتسليم المواقع الحدودية الدولية والمطارات ودعت الدول الأجنبية إلى وقف استيراد النفط الكردي. كما طلب البرلمان العراقي من العبادي "نشر قوات" في كركوك والمناطق المتنازع عليها الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة الكردية. تاريخ يصنع  في مراكز الاقتراع شعور بأن تاريخا يصنع. وبدأ بعض المقترعين في الاصطفاف منذ مساء أمس. ويقول الأكراد إن الاستفتاء مثال للديمقراطية وهي تطبق. وهم يعتقدون أنه كان يجب على القوى الغربية أن تساعدهم بقوة بدلا من معارضتهم. وقال لنا رجل في الستينيات من عمره، في الزي التقليدي إن الناس كانوا يعدون الأشهر والأيام والدقائق حتى يأتي اليوم الذي يدلون فيه بأصواتهم. وأضاف "أنها أكثر لحظة فخر في حياتي". وتوجه إلى مراكز الاقتراع ناخبون وهم يحملون صور محبيهم الذين قتلوا في المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت سيدة لنا "لم تسفك دماء زوجي هباء". وأضافت أن أسرتها لم تنم منذ أيام، إذ كان يساروها القلق من أن يلغى الاستفتاء. ومهما كان ما سيحدث بعد ذلك، فإن التصويت قد يعيد تشكيل الشرق الأوسط. وهذا وما تخشاه الدولة المجاورة - بأقلياتها الكردية. وعارضت تركيا وإيران بشدة إجراء التصويت، خوفا من أن يزيد من الشعور بالانفصال بين الأقليتين الكرديتين لديهما. وشددت أنقرة اليوم على أنها ستعتبر نتيجة الاستفتاء "باطلة ولاغية"، وأعلنت أنها تسعى لتوثيق الروابط مع بغداد. كما هدد الرئيس التركي رجي طيب أردوغان بإغلاق المعبر الحدودي الوحيد لبلده مع الإقليم وكذلك خط تصدير النفط الاستراتيجي لأكراد العراق. وبالتزامن مع انتهاء التصويت، أعلن الجيش العراقي بدء مناورات عسكرية مع القوات التركية على الحدود المشتركة بين البلدين. من جهتها، وصفت طهران الاستفتاء بأنه "غير قانوني وغير شرعي"، وأغلقت أمس مجالها الجوي مع إقليم كردستان. غير أنها نفت إغلاق الحدود البرية. وحذّر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي من التأثير المحتمل للاستفتاء على زعزعة استقرار المنطقة. وأعرب المجلس عن اعتقاده بأن الاستفتاء غير الملزم قد يعرقل جهود مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، التي تضطلع بها القوات الكردية بدور بارز، وعودة النازحين العراقيين، البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص، إلى ديارهم. لكن مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، اتهم المجتمع الدولي بازدواجية المعايير. وقال بارزاني أمس "دعوة الناس للتصويت بسلام ليست جريمة"، متساءلا "إذا كانت الديمقراطية سيئة لنا، لماذا هي ليست كذلك للجميع؟". كما قال إن "الاستفتاء ليس بهدف ترسيم الحدود أو فرض أمر واقع. نريد حوارا مع بغداد لحل المشاكل، والحوار ممكن أن يستمر عاما أو عامين". لكنه شدد على أن "الشراكة الفاشلة" مع "الدولة الطائفية" في العراق قد انتهت.

مشاركة :