بالأمس كان الخبر الأبرز هو سلسلة القرارات التي اتخذها وزير التعليم، نتيجة خطأ ما بات يعرف بصورة (بودا) في المناهج، فهل دفع وكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية وفريقه مسؤولية الخطأ الوارد في كتاب الاجتماعيات للمرحلة الثانوية؟ عندما قرَّر الوزير إنهاء تكليف الوكيل، وإنهاء تكليف المُكلفين بمُراجعة واعتماد الكتب الدراسية في الوكالة كافة وإخلاء طرفهم إلى أعمالهم الأصلية. المُحاسبة، واتخاذ القرار الإداري المُناسب -وفق صلاحية الوزير- أمر كان لا بد منه، كخطوة أولى لمواجهة الخطأ الفادح الذي بتقدير أنَّه -خطأ إخراجي- حيث تم اختيار نسخة خاطئة من الصورة المطلوبة، وهذا لا يعفي من المسؤولية بالطبع، كما لا يمكن أن نغفل وجود ورصد أخطاء أخرى في الطباعة (إملائية - لغوية) والخوف أن نصل إلى مرحلة الخطأ العلمي أو المعرفي في المحتوى المدرسي، وهي مرحلة غير مقبولة ولها تأثيرها الأكبر. كنت أتمنى أن يكون علاج الوزير لهذا الخطأ باتخاذ خطوة تطويرية تاريخية جذرية، بالولوج في عصر المناهج الرقمية بدلاً من الورقية، واعتماد المنهج الإلكتروني بدلاً من المنهج الدراسي المطبوع، وأن تكون خطوة الاستعانة بالقطاع الخاص المُتخصص في المناهج التعليمية عبر بوابة المناهج العصرية الرقمية، ووضع خطة لاستبدال الكتاب الدراسي بالآيباد التعليمي، علماً أن التكلفة المالية ستكون أقل -بزعمي- لهذه الأجهزة الإلكترونية، وخطئها أندر، وتصحيحه أسهل وأوفر وأسرع، فالتعليم الرقمي خطوة تطويرية استثنائية مُستقبلية عالمية، تتوافق مع التوجه الإلكتروني والتقني، وهي المُستقبل الحقيقي للتعليم، الذي هو أحد الركائز الهامة لصناعة الإنسان السعودي وفق الرؤية الوطنية 2030. المناهج الرقمية يُنتظر أن تحدث ثورة معرفية وعلمية في حياة الطالب السعودي، توازي تلك الثورة المعلوماتية التي يتعرض لها ويعيشها خارج المدرسة وفي حياته اليومية عبر وسائل التواصل المُختلفة، وهو لا يعني توافر ذات المناهج الدراسية الحالية بصورة -صيغ pdf- فقط، فلا بد أن تكون المناهج الجديدة مُرتبطة بالشبكة العنكبوتية، ولو عبر دائرة خاصة بوزارة التعليم، للبحث فيها عن المحتوى العلمي بطريقة صحيحة تزيد من قدرة الطالب على البحث، واستخراج المعلومة، وتقييمها و مُقارنتها بغيرها من المعارف، بدلاً من أسلوب التلقين التقليدي. هذه الخطوة التطويرية في مناهج التعليم، آتية لا محالها، وسيكون من الذكاء النظر إليها بالجدية اللازمة، في الوقت المُناسب لنا للتحول إليها، بعد تكرار أخطاء المناهج المطبوعة، ومشاكل كثرتها، وتأثيرها على الطالب صحياً، بحفظ المناهج الدراسية من العبث والضياع وإمكانية تطويرها للتوافق مع تطورات العصر، لحظة بلحظة، والعودة إلى المحتوى عند الحاجة والضرورة من صانع القرار. وعلى دروب الخير نلتقي
مشاركة :