بيروت - قال وزير الخارجية السوري إن حكومته مستعدة للتفاوض مع الأكراد على مطلبهم الخاص بالحكم الذاتي في إطار حدود الدولة السورية وذلك في خطوة استرضائية في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين مختلف الأطراف في شرق سوريا. وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية السورية على مساحة من شمال سوريا حيث أقام حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الرئيسي، وحلفاؤه حكما ذاتيا منذ بدء الحرب الأهلية السورية عام 2011. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن الوزير وليد المعلم قوله في مقابلة مع قناة آر.تي (روسيا اليوم) إن الحكومة قد تبحث مطلب الأكراد ما إن تتحقق هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال المعلم إن السوريين الأكراد "يريدون شكلا من أشكال الإدارة الذاتية ضمن حدود الجمهورية العربية السورية. هذا الموضوع قابل للتفاوض والحوار ونحن عندما ننتهي من القضاء على داعش يمكن أن نجلس مع أبنائنا الأكراد ونتفاهم على صيغة للمستقبل". ويقول أكراد سوريا إن هدفهم هو الحفاظ على الحكم الذاتي في إطار حكم غير مركزي في سوريا ولا يهدفون إلى الاقتداء بأكراد العراق الذين أجروا الاثنين استفتاء على الاستقلال. وأكد المعلم رفض حكومته لهذا الاستفتاء قائلا إن دمشق تؤيد وحدة العراق. وفي الأسبوع الماضي أجرت السلطات الكردية في شمال سوريا انتخابات لاختيار قيادات للمجتمعات المحلية في المرحلة الأولى من عملية تتم على ثلاث مراحل وتبلغ ذروتها في يناير/كانون الثاني بانتخاب برلمان. وتعد وحدات حماية الشعب شريكا أساسيا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية في شرق سوريا وشمالها وهي تقاتل تحت لواء تحالف قوات سوريا الديمقراطية. ورغم أن وحدات حماية الشعب ودمشق تجنبتا المواجهة في أغلب الأحوال فقد تصاعدت حدة التوترات مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والجيش السوري المدعوم من روسيا في حملتين منفصلتين على الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور. واتهمت قوات سوريا الديمقراطية الحكومة السورية والروس بقصف مقاتليها الاثنين. ونفت موسكو ذلك. وفي وقت سابق من العام الجاري وصف المعلم المعركة التي يخوضها أكراد سوريا ضد الدولة الإسلامية بأنها شرعية وأشار إلى إمكانية التوصل إلى ترتيب معهم. وكان الرئيس السوري بشار الأسد تعهد باسترداد سوريا كلها.
مشاركة :