الانقسام يضرب داعش.. وسهام التكفير تتجه نحو البغدادي

  • 9/26/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تنظيم يتهاوى، ليس على المستوى العسكري فقط، بل امتد لقلب التنظيم، ونخر سوس التطرف في أوصاله، ليعيد كرة جماعة التكفير والهجرة التي خرج منها ما نعته البعض بـ”تكفير التكفير”. حال تنظيم داعش الإرهابي الآن لم يخرج عن هذا النطاق، بعد أن علت أصوات المختلفين في التنظيم، وتفجرت الأوضاع بين أتباع القضاة الشرعيين في التنظيم،  تيار”الحازمية”، وتيار “تركي البنعلي”، حتى بلغ الخلاف أن تمسك التيار “الحازمي” بتكفيره لعموم المسلمين بشكل عام، وهو الأمر الذي كان يرفضه تركي البنعلي، مفتي داعش، الذي قتل على يد بعض متشددي التنظيم خلال الأشهر القليلة الماضية. وينسب تيار الحازمية إلى أحمد عمر الحازمي المتشدد في داعش وأحد قضاته الشرعيين، ومنظر ما يعرف بالجناح التكفيري الكلي في تنظيم داعش، وكانت أعتقلته السلطات السعودية في عام 2015. ولم تفلح مساعي بعض كوادر التنظيم في جمع الشمل ووأد الفتنة داخل التنظيم واحتواء الأزمة، عبر العديد من الإجراءات التي كان منها عزل جميع عناصر التيار الحازمي، مثل أبو إسحاق العراقي، وأبو حفص الجزراوي، وأبو مرام الجزائري، وعبد الناصر العراقي، أمير تلك اللجنة، والمعروف بتشدده المبالغ فيه وقيامه بقتل المختلفين معه حتى لو كانوا من عناصر التنظيم. غير أن حالة الغضب انتابت مؤيدي التيار الحازمي بالتنظيم، فعمدوا إلى إصدار بيان معنون باسم”اللجنة المفوضية وإعلام الخلافة يمثلني”، أعلنوا فيه تمسكهم بتكفير جميع من يخالف قيادتهم، وأفكارهم. ويعد التيار الحازمي الذي ينتمي معظم أعضاءه لدول البحرين، وليبيا، وتونس، ومصر، الأكثر تطرفاً وغلواً، حتى وصل بهم الأمر تكفير أمير التنظيم أبو بكر البغدادي، لأنه لم يكفر الظواهري، وطبقا لعقيدتهم فأنه “من لم يكفر من يكفروه فهو كافر”. وقد استغل التيار الحازمي الهزائم التي لحقت بالتنظيم في العديد الدول، ليكشف عن نفسه بقوة، لا سيما مع إحساس الجميع بالانكسار والهزيمة والتراجع وهو ما عضد التيار الحازمي وأفكاره، فسعى بدوره إلي إعلان السيطرة على التنظيم، وإحكام قبضته عليه، والبحث عن خليفة جديد بديلا عن البغدادي. ومع تنامي صعود التيار الحازمي في التنظيم، يمكن القول بأننا أمام تنظيم جديد سيخرج عقب هزيمة داعش، كما حدث من قبل من خروج بذرة تنظيم داعش علي أنقاض هزائم تنظيم القاعدة، وسيكون الشكل الجديد لهذا التنظيم أكثر شراسة ودموية من داعش نفسها. وقد استطاع هذا التيار نشر أفكاره من خلال أبو جعفر الحطاب، أحد تلاميذ الحازمي، والذي تولى منصب القاضي الشرعي لإحدى ولايات تنظيم داعش، داخل اللجان الشرعية والقضائية والعسكرية بالتنظيم، وتبعه في ذلك عدد من التونسيين والسعوديين الذين أعلنوا تمردهم على أبي بكر البغدادي لأنه بحسب وصفهم يعتنق مذهب “الجهمية” ولا يكفر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أو قيادات حركة طالبان وعلى رأسها زعيمها الأسبق الملا محمد عمر. ومع انتشار منهج وفكر “التيار الحازمي” داخل داعش، قررت القيادة العليا تنظيم مناظرات بين القائلين بـين الفريقين ، غير أن الأمر زاد اشتعالا، بعد تمسك تيار الحازمية بفكره، وبدات تظهر عشرات الرسائل في تكفير البغدادي، والمواليين له، ووصفهم بالجهمية لأنهم لم يكفروا من كفروه، ومن بين هذه الرسائل، “القول الندي في كفر دولة البغدادي” و”بيان طاغوتيةِ البغدادي” . وقد تصدى شرعي التنظيم السعودي الجنسية، تركي البنعلي، المفتي العام السابق للتنظيم، لهذه الفرقة وكتب رسالة ينتقد منهج الحازمية، وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى قتله على يد التيار الحازمي.

مشاركة :