أربيل (العراق) (أ ف ب) - يترقب أكراد العراق الثلاثاء نتائج الاستفتاء حول استقلال كردستان الذي نظم الاثنين وسط أجواء احتفالية في الاوساط الكردية، وتصعيد اللهجة من بغداد الرافضة للاستفتاء والتي دعا برلمانها الى إرسال قوات الى المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وسلطات الإقليم الشمالي. يتمتع إقليم كردستان بحكم ذاتي أقيم في 1991 وأصبح قانونيا بموجب الدستور العراقي في 2003. الا ان سلطات كردستان تطالب أيضا بضم محافظة كركوك ومناطق أخرى. وشاركت كركوك ومناطق أخرى كردية متنازع عليها بين حكومة بغداد والاكراد في الاستفتاء الإثنين. ولا شك في أن نتيجة الاستفتاء ستكون "نعم" لاستقلال يحلم به الاكراد منذ عقود، من دون أن يعني ذلك أنه سيصبح واقعا بين ليلة وضحاها. فقد أوضح المسؤولون الاكراد ان الاستفتاء سيشكل نقطة انطلاق لمفاوضات طويلة مع بغداد من أجل الوصول الى الاستقلال. لكن الواضح أيضا ان مسار المفاوضات سيكون صعبا وطويلا في ظل رفض بغداد القاطع لاقتطاع هذه المنطقة الغنية بالنفط والموارد من البلاد. فقد صوّت مجلس النواب العراقي الاثنين على قرار يلزم رئيس الوزراء حيدر العبادي بنشر قوات في المناطق التي استولى عليها الاكراد منذ الاجتياح الاميركي عام 2003، "حفاظا على وحدة العراق". والحكومة ملزمة، من الناحية الدستورية، الامتثال الى قرار البرلمان. وتقع المناطق المتنازع عليها خارج المحافظات الشمالية الثلاث التي تشكل إقليم كردستان العراق، وكانت محط نزاع بين بغداد واربيل. وتضم محافظة كركوك ومناطق متفرقة في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين في شمال العراق وواسط في الوسط. وسيرد رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي الاربعاء في كلمة يلقيها امام النواب على طلبهم. ويرى استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد عصام الفيلي في تصريح لوكالة فرانس برس أن "الحكومة العراقية ستأخذ وقتها في اتخاذ القرارات، بعد استشارة القادة العسكريين، لان الأولوية بالنسبة الى العراق اليوم لا تزال الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية". وتزامنت الدعوة الى الاستفتاء مع إعلان السلطات العراقية بدء هجوم واسع على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف، وهي الحويجة على بعد 45 كيلومترا من مدينة كركوك، والمناطق المتبقية في محافظة الأنبار في غرب البلاد. وتوقع الفيلي "حصول حوادث أمنية صغيرة، لكن الوضع سيبقى تحت السيطرة في نهاية المطاف". وساد توتر الاثنين في كركوك بين الاحياء العربية والتركمانية التي امتنعت عن المشاركة في الاستفتاء إجمالا، والاحياء الكردية التي احتفل سكانها على مدى يومين بالاستفتاء. ومنعا لحصول احتكاكات، فرضت الشرطة حظر التجول في الاحياء العربية والتركمانية قبل اقفال صناديق الاقتراع وحتى الخامسة فجرا من صباح الثلاثاء. - "الحياة طبيعية" - في اربيل، عاد الناس الى أعمالهم بعد الاحتفالات التي عمت المدينة. وقال كمال (40 عاما) خلال تسوقه في متجر للملابس قبالة قلعة اربيل "ان شاء الله، سيكون كل شيء على ما يرام. سيتحسن الوضع، وسنجد نوعا من الاستقرار". واستؤنفت الحركة طبيعية في وسط كركوك الثلاثاء، بعد رفع حظر التجول، بحسب ما أفاد صحافي من وكالة فرانس برس. وقال قائد شرطة كركوك العميد خطاب عمر عارف لوكالة فرانس برس، "أعيد فتح منافذ المحافظة واستئناف حركة التنقل في جميع مخارج ومداخل كركوك"، مضيفا أن "الحياة طبيعية جدا والوضع مستقر". وانسحبت القوات الأمنية من أحياء المدينة. وشارك 72 في المئة من الناخبين المسجلين والذين فاق عددهم الخمسة ملايين، في الاستفتاء التاريخي. ورفضت كل من تركيا وايران بشدة الاستفتاء، مهددة باتخاذ تدابير عقابية على حدودها مع كردستان. وتخشى الدولتان المجاورتان للاقليم من تمدد عدوى الاستقلال الى الاقليتين الكرديتين لديهما. والثلاثاء، حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من خطر اندلاع "حرب إتنية وطائفية" في حال مضى إقليم كردستان العراق في مشروعه للاستقلال. وقال اردوغان في خطاب متلفز "في حال لم يتراجع (الرئيس الكردستاني مسعود) بارزاني وحكومة إقليم كردستان عن هذا الخطأ في أقرب وقت ممكن، فسيلازمهم تاريخيا عار جر المنطقة إلى حرب إتنية وطائفية". ودعت دول غربية عدة بينها واشنطن الى العدول عن الاستفتاء في الوقت الراهن، لكن الضغوط لم تؤد الى نتيجة. في نيويورك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الاثنين عن قلقه ازاء احتمال أن يؤدي الاستفتاء الى "زعزعة الاستقرار"، داعيا بغداد واربيل إلى حل خلافاتهما عبر الحوار. © 2017 AFP
مشاركة :