أذكت المخاوف من احتمال حدوث شح في إمدادات الذهب إلى الأسواق العالمية أسعاره للصعود إلى مستويات جديدة تخطت 1300 دولار للأوقية في نهاية تداولات المعدن الأصفر في أسواق لندن ليوم أمس، وجاءت هذه المخاوف نتيجة إلى تراجع استثمارات بعض شركات التعدين العالمية متأثرة بهبوط أسعار المعدن النفيس خلال الأشهر الماضية إلى مستويات وصفت بأنها تعمل على تآكل هوامش الأرباح ولا تحقق لها التوسع في إضافة مناجم جديدة. وتناغمت هذه العوامل مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط رغم الانفراج النسبي في المشهد السياسي في العراق، ما جعل الذهب ملاذا آمنا للمستثمرين الذين يتوقع تذبذب حاد في أسعار النفط في الأيام القادمة، ما قد يعرض استثماراتهم لمخاطر كبيرة. وكان استمرار تراجع أسعار الذهب والمعادن النفيسة منذ قرابة العام قد دفع كثيرا من شركات التعدين العالمية إلى إعادة النظر في خططها الاستثمارية للحيلولة دون تكبد خسائر في حالة الدخول في مشاريع لتطوير الذهب، سيما وأن استثمارات التعدين تعد طويلة الأجل وتكلف مبالغ طائلة تصل إلى مليارات الدولارات، تبدأ من الاستكشاف ثم عمليات تطوير المناجم فالإنتاج وما يحيق بذلك من عمليات مصاحبة في النقل والتسويق والمساهمة في التنمية والمستدامة. وتشير إحصائيات حديثة إلى أن استثمارات شركات التعدين العالمية هبطت بنسبة 2% خلال العام الحالي مقارنة بالعامين الماضيين بسبب ضبابية الرؤية بالنسبة لمستقبل أسعار الذهب في الأسواق العالمية. وفي شأن ذي صلة واصلت أسعار النفط مسارها الهابط والذي سلكته منذ ثلاثة أسابيع في ظل وفرة المعروض، وانسياب النفط إلى الأسواق العالمية بصورة متئدة دون عوائق رغم سخونة الأجواء السياسية والحروب التي تدور رحاها بالقرب من مكامن النفط بدول الشرق الأسط. حيث هبطت أسعار النفط للعقود الآجلة في أوروبا والولايات المتحدة أكثر من دولارين للبرميل ليوم أمس إذ نزل خام برنت في عقود سبتمبر إلى 102.01 دولار للبرميل، بينما هبطت عقود الخام الأمريكي لتصل إلى 95.58 دولار للبرميل.
مشاركة :