بدل أن تنظري إلى الوضع من وجهة نظرك الخاصة، حاولي أن تتصرفي مع أولادك بطريقة موضوعية كي لا تؤثر فيك عواطفك وتندمي على مواقفك لاحقاً. ساعديهم بدلاً من تتحمّلي كامل مسؤوليتهم لا تتوقّف شخصية ابنك على طريقة تربيته فحسب! تتعدّد العوامل المؤثرة، من بينها المعطيات الوراثية وتأثير الأب والأشقاء ورفاق المدرسة والطباع الشخصية. حين تتذكرين هذه المعلومة، سيسهل عليك أن تسترخي. يجب أن تتقاسمي مهمة تربية أولادك مع الآخرين وتراقبي مسار تطوّرهم في محيطهم. لا داعي كي تتحمّلي مسؤولية ما سيصبحون عليه بالكامل. تقمّصي دور المعلّمة بدلاً من الأم حين تنظرين إلى الوضع من وجهة نظر المعلمين، ستفترضين أن ابنك يجهل الكثير وستحاولين تعليمه الصواب حين يرتكب الأخطاء بدل أن تتخذي منه موقفاً هجومياً. يبالغ الأهالي عموماً في تفسير المواقف ويبدون ردود فعل عاطفية. لكن عندما تؤدين دور المعلمة، ستتذكرين ضرورة أن تقدمي لأولادك التوجيهات وتفسّري مواقفهم بموضوعية بدل أن تأخذي كلماتهم الجارحة بطريقة شخصية. تمسّكي بقيمك بكل ثقة حين تكونين وسط أقارب أو أصدقاء يحملون قيماً تختلف عن قيمك، تزيد الضغوط عليك فتترددين في الالتزام بمبادئك من باب التهذيب. لكن لا يشعر الأساتذة والمربّون بالإحراج من تطبيق قواعدهم ولا يعتذرون عنها لأنهم يعرفون أنها تحمي الأولاد والراشدين معاً. تقمّصي دور المعلمة إذاً وارفضي كل ما يتعارض مع قيمك التربوية. ستطبّقين بذلك “سياستك” العائلية بكل بساطة وتتجنبين الشعور بالذنب والإحباط لاحقاً. افترضي أنك مراقَبة مهما استاءت المعلمة، لا يمكن أن تفقد أعصابها! افترضي أنك مراقَبة مثلها طوال الوقت أثناء تعاملك مع أولادك. ستتمكنين من تحسين قدرتك على ضبط النفس والتحلي بالصبر حين تفكرين بأن شخصاً آخر سيحاسبك على تصرفاتك. عملياً، يراقب الأولاد الراشدين طوال الوقت ويقلدونهم ويتعلمون من تصرفاتهم أكثر من كلماتهم. تذكري هذه المعلومة دوماً وحاولي أن تعبّري عن نفسك بأفضل طريقة ممكنة حين تواجهين مواقف صعبة. نصيحة أخيرة تساعدك الخطوات السابقة على تحسين تعاملك مع أولادك لكن لا داعي كي تكوني مثالية. يجب أن يتعلّم الأولاد أهمية الاعتراف بأخطائهم ويعبّروا عن عواطفهم السلبية ويجيدوا التعامل معها تزامناً مع تطوير المشاعر الإيجابية. إذا كنت في نظرهم الأم المثالية والمنضبطة طوال الوقت، سيظنون أن المشاعر البشرية الطبيعية، كالاستياء والغضب والإحباط، غير مسموحة. أخيراً، تذكّري أنك إنسانة ويجب أن تعتني بنفسك أيضاً. دلّلي نفسك حين تشعرين بزيادة الضغوط عليك. خذي استراحة وابتعدي عن الأجواء التربوية واهتمّي بنفسك وجددي نشاطك كي تظهري بأفضل صورة أمام أولادك!
مشاركة :