رفعت قبيلة الغفران القطرية شكوى إلى الأمم المتحدة، ضد انتهاكات حكومة الدوحة التعسفية بحق أبنائها، حيث استقبل مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ملف الشكوى الرسمية، التي تضمنت اتهام السلطات القطرية بممارسة سلسلة من الجرائم، بما فيها تجريدهم من الجنسية، وطردهم من ديارهم، مطالبين بتدخل عاجل من جانب الأمم المتحدة، لمساعدتهم على استعادة حقوقهم المشروعة. وأتى توجيه تلك العريضة إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بعد أيام من الاجتماع الذي عقده أعيان ووجهاء قبيلة آل مرة العريقة، لبحث تداعيات الإجراءات التعسفية التي اتخذتها الدوحة بحقهم. شيخ قبائل آل مرة، طالب بن لاهوم بن شريم آل مرة أكد أن السلطات القطرية مأوى للإرهاب ومموّليه. وكانت السلطات القطرية اتخذت خطوات لنزع الجنسية بشكل جماعي عن الآلاف من عشيرة الغفران، وهي أحد أفرع قبيلة «آل مرة»، وعن أولادهم، وآبائهم وأجدادهم المتوفين بأثر رجعي، لحرمان جميع أبنائهم وأحفادهم من الحقوق والميراث وغيرهما. ومنذ ذلك التاريخ، فتحت السلطات عليهم أبواب الشقاء، واتخذت بحقهم إجراءات عقابية، تمثلت في الاعتقال التعسفي والإعدام والنفي، وصولاً إلى تجريدهم من الجنسية والحقوق بشكل تام. ولم تكتفِ الدوحة بذلك، بل أمعنت في اللاإنسانية تجاه «الغفران»، بفصلهم من أعمالهم، ومطالبتهم بتسليم المساكن التي يقيمون فيها كمواطنين، وحرمانهم جميع امتيازات المواطنة من علاج وتعليم وكهرباء وماء وأعمال تجارية، ومطالبتهم عن طريق الجهات الأمنية المختلفة بتصحيح أوضاعهم كمواطنين غير قطريين. وقدمت قطر حججاً واهية، بأن الذين جردتهم من الجنسية يحتفظون بالجنسية السعودية، نتيجة امتدادهم لقبيلة آل مرة في المملكة، وقامت بمنع الإعلام عنهم، وهدّدتهم بالطرد خارج قطر نهائياً، لكل من يدلي بتصريح لوسائل الإعلام، بينما قام الأمن القطري بدهم منازل بعض عائلات الغفران، واعتقال العديد منهم، حتى من داخل المساجد، بمجرد طرحهم الموضوع أمام أحد. حتى الجمعيات الخيرية والمنظمات، التي من المفترض أنها إنسانية في قطر، رفضت مساعدتهم بأي شكل، ومنعت عنهم صندوق الزكاة الذي يموّل عن طريق المحسنين، وليس من الدولة. لكن منظمات حقوقية دولية وصفت ما تعرض ويتعرض له فخذ الغفران من قبيلة آل مرة، بالتمييز العنصري، والتطهير العرقي، مبدية استغرابها من اختيار الدوحة لتكون مقر منظمة حقوق الإنسان لمنطقة غرب آسيا من قبل الأمم المتحدة، جازمين بأن قطر اشترت ذلك الأمر كعادتها، ليكون قناعاً تخفي خلفه وجهاً قبيحاً في انتهاك حقوق شعبها، قبل أي شعب آخر طالته الأذية القطرية. وفي الوقت الذي يبحث الطفل القطري عن أبسط حقوقه بالجنسية، تنشغل الدوحة في توزيع جنسيتها على شخصيات إرهابية تحميها مثل يوسف القرضاوي، الذي تلطخ لسانه بدم كثير من الأبرياء. وكان شيخ قبائل آل مرة، طالب بن لاهوم بن شريم آل مرة، أكد عدم تفاجئه بسحب الجنسية القطرية منه، مع بعض من أفراد قبيلته، واصفاً ما قامت به السلطات القطرية بالفعل غير المستغرب. وقال لـ«العربية.نت»، إن «السلطات القطرية مأوى للإرهاب ومموليه، والموضوع أكبر من جنسية، فهو اعتداء كبير على السعودية ودول الخليج». وأضاف: «كل المعاهدات السابقة التي كانت تقوم عليها العلاقات الخليجية والسعودية مع قطر، أيام حكم الرجال الذين كانوا يعرفون حق المملكة، نقضها أمير قطر، وأصبح يتآمر على جيرانه وإخوانه في السعودية والبحرين ودول الخليج». وحذّر من ارتماء السلطات القطرية في الحضن الإيراني، وتسليم قطر وأهلها للأعداء المتربصين. وقال: «لا يمكن أن نوافق على ما يطلب منا من غدر وخيانة بإخوتنا في دول الخليج، فنحن نعرف حق السعودية، وما تقوم به من حماية ليس لقطر فقط، وإنما للخليج أجمع، فلا أمن للخليج من دون أمن للسعودية». وأوضح أن: «حلاله وماله سيسترده شاءت حكومة قطر أو لم تشأ»، مضيفاً أن «السلطات القطرية تحاول دفع أفراد من آل مرة للإساءة للسعودية، عبر الضغط والتضييق عليهم في حياتهم اليومية». كما أكد أن سجن الحُجاج القطريين العائدين من السعودية إلى بلادهم «سابقة لم تحدث من قبل»، لافتاً إلى أنه موجود في السعودية تحت حكم خادم الحرمين الشريفين، ويعيش كأحد أفراد الشعب السعودي. وأشار بن شريم إلى أن خيانة السلطات في قطر «دائمة ومعلومة على مر التاريخ»، فالسلطات القطرية لم تفِ بأي عهد منذ تسلمها الحكم، مبيناً أن السلطات في قطر «شر ابتلي به الخليج، ولابد من اقتلاعه حتى يعمّ الأمن والسلام بين شعوب المنطقة». إلى ذلك، شكر بن شريم الحكومة السعودية على ما قدمته للحجاج القطريين، ولأهل قطر عامة، لاسيما حمايتهم من الإرهاب وتمويله. وقال إن قبيلته أهل نخوة، ولهم تاريخ قوي في دعم مؤسّس قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني. وأضاف: «لقد قابل حمد آل ثاني معروف قبيلته بنكران، وسحب جنسية عدد منهم، وقدّم الملايين للمرتزقة والإرهابيين من أموال الشعب القطري». وأكد أن السعودية «هي صمام الأمان والحماية ليس لنا فقط، لكن معروفها على دول الخليج والدول الإسلامية كلها». يذكر أن العديد من المغردين على شبكات التواصل تفاعلوا مع قضية سحب جنسية شيخ قبيلة آل مرة، واصفين إياها بحركة يائسة، من أجل الضغط عليه، وعلى قبيلته داخل قطر. وقال وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في تغريدات على «تويتر»، حول سحب جنسية شيخ آل مرة، إن استهداف الشيخ طالب هي محاولة يائسة لقطع أوصال قطر العربية مع محيطها، وامتداد قبائلها، وهو من شيوخ العرب، وأهله وجماعته، من خيارهم، ومن تطاول عليه وأساء له، واستولى على أمواله، لا يرقى إلى قدره.
مشاركة :