أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي اليوم (الثلثاء) أنها ستدعو قادة جنوب السودان عندما تزور جوبا الشهر المقبل إلى اقتناص فرصة أخيرة للسلام والعمل سريعاً على إعادة إحياء اتفاق سياسي لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي أن سفيرة بلاده لدى الأمم المتحدة ستتوجه إلى جنوب السودان والمنطقة للدفع باتجاه وضع حد للنزاع. وقالت هيلي في كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن جهود السلام في جنوب السودان يجب أن تحقق تقدماً في الأسابيع المقبلة بعد انهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العام 2015 بدعم من الأمم المتحدة. وقالت هيلي «إنها الفرصة الأخيرة لإنقاذ اتفاق السلام في جنوب السودان». وأضافت «على أطراف النزاع كافة الاستفادة من الأسابيع المقبلة للالتزام بهذه العملية واتمامها». ويعاني جنوب السودان أزمة إنسانية حادة، إذ يحتاج 7,6 ملايين شخص للمساعدات وسط نفاذ صبر الإدارة الأميركية وجهات أخرى من الرئيس سلفا كير. وفي خطوة تعكس تحولاً في المواقف، حذر الاتحاد الأفريقي الأسبوع الماضي من أنه سيدرس فرض عقوبات ما لم يحصل تقدم باتجاه اتفاق سياسي بموجب عملية سلام جديدة تحت رعاية الدول السبع في مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية «ايغاد». وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان ديفيد شيرر لمجلس الأمن «يبدو أن الحكومة ازدادت تصلباً بعد المكاسب العسكرية التي حققتها أخيراً، ولا سيما في معاقل رئيسة» لقوات موالية لرياك مشار. وسقط عشرات آلاف القتلى وأجبر حوالى أربعة ملايين شخص على إخلاء منازلهم والفرار هرباً من المعارك من جراء النزاع الذي حرك عداوات عرقية بين قبائل الدينكا التي ينتمي إليها الرئيس كير وقبائل النوير التي ينتمي إليها مشار وغيرها. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2013 اندلعت الحرب مجدداً في جنوب السودان مع اتهام الرئيس سلفا كير نائبه السابق مشار بالتواطؤ للانقلاب عليه. واندلعت معارك عنيفة في جوبا في العام 2016 بعد عودة مشار إلى العاصمة بموجب اتفاق سلام. وغادر مشار بعدها البلاد إلى جنوب أفريقيا، وتمنع الدول المجاورة عودته إلى جنوب السودان بطلب من الولايات المتحدة.
مشاركة :