نستدعي فرحة وطن ونستلهم سيرة بطل عشق فريد بين طموح الرجال وشموخ الأوطان .. في هذه الليلة البهيجة .. نمسد على ظفيرة الوطن بعطر الوفاء ونشنف مسامعه بمعزوفة العطاء ونسكب في كأسه عرق الولاء ونضمخ معصمه بأزكى الدماء ونقف على ناصيته بشموخ الإنتماء ونكتب على هامته وطنامحرماعلى الأعداء ….. إني أرى . سحنة الوطن منقوشة على أجسادنا وشناخيب صخوره ممزوجة بعزيمتنا وهامات جباله أهدافاً يتجاوزها طموحنا وتضحيات مؤسسه قصة نرسخها في مسامع أجيالنا تأريخ يتدثر بدثار الرفعة والشموخ ويتكئ على منضدة التحدي والطموح ويتجاوز الصغائر والسفاسف ليعانق المجد ….. عندما .. يفرح الوطن يتراقص الوجدان وتنتشي النفوس وتبتهج القلوب وعندها نضيئ شموع التأريخ في ساحات الفرح ونكتب قصة العشق في أضابير الوعي وننقش ملحمة الإنجاز والإعجاز في أحاديث الأيام وسير الرجال إنه وطنٌ أصل فينا العزيمة والإصرار وحلق بنا عاليا بين الأمصار …. فـ. من سماء الوطن توهج نور الكون ومن غار حراء لمعت أنواره الأولى وتأسست أركانه الخالدة وتأصل منهجه السماوي الدائم واستقبل كلمة السماء الأخيرة إلى العالمين فكان خاتم النبيين وأفضل الخلق أجمعين وولدت أمة … وتمر عجلة الزمن ….. وفي نهاية القرن الثالث عشر ينبري صقر الجزيرة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ليقود ثورة الوحدة والإنجاز فيجمع أشلاء الوطن المتناثر ويوحد عناصره ولبناته المتباعدة ويدفن عداواته وثاراته المقيتة فينسج عقد الوطن بلآلئ التحدي والصمود ويعيد بريق لمعانه الذي تغبر من وعثاء الفرقة ثورة قادها فانتصر فيها العلم على الجهل والنور على الظلام والحب على البغضاء والوحدة على التفرق والوئام على التدابر فكانت قصة الوطن الأولى حيث العطاء والنماء والعشق والولاء والإنجاز المتماهي مع الإعجاز …. ثم استلم مقود الوطن أبناءُ المؤسس البررة قادة صقلوا في مدرسة عبد العزيز سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعا فكانوا خير خلف لخير سلف وتمضي عجلة التأريخ ….. حتى جاء عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ملك الحزم والعزم والعدل وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان رعاه الله الشاب الذي نكاد نرى ملامح الغد على خطواته المتوثبة ونظراته الصائبة وجهده الدؤوب ورؤيته الثاقبة وعزيمته التي لا تلين …. ستظل قلوبنا مفتوحة لحب الوطن وأفئدتنا مملؤة بعشقه وسواعدنا متضامة لبنائه وعقولنا مدركة لمايراد به وثغورنا الفكرية والجغرافية يقظة ومستعدة لرد مطامع أعدائه وأيدينا ممدودة لمحبيه وأصدقائه …. إن مفردات الوطن هي المكان والزمان والتأريخ والإنسان والوعي والثقافة ودمت ياوطني عزيزاً آمناً مطمئناً …. بقلم د.سلمان العبدلي
مشاركة :