في الوقت الذي يقترب عام 2017م من نهايته، تسابق هيئة البحرين للثقافة والآثار الزمن من أجل التحضير لعام 2018م حيث تحتفي بالمحرّق عاصمة للثقافة الإسلامية. عام 2018م سيشهد على مشروعات طموحة تنفّذها هيئة الثقافة تهدف للارتقاء بمدينة المحرق ثقافياً، عمرانياً واقتصادياً وتضعها على خريطة السياحة الثقافية العالمية، وسيكون من أهم هذه المشروعات: طريق اللؤلؤ، الموقع المسجل على قائمة التراث العالمي الإنساني لمنظمة اليونيسكو منذ عام 2012. وصرّحت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار» إن مشاريع البنية التحتية الثقافية هي من أدواتنا الأساسية لوضع مملكة البحرين في مصاف الدول المتقدمة في مجال حفظ التراث وصون الهوية. وقد جاء مشروع طريق اللؤلؤ- شاهدٌ على اقتصاد جزيرة، ليضع المحرّق المدينة العريقة وعاصمة البحرين الأقدم على قائمة التراث العالمي الإنساني في العام 2012، الأمر الذي مكّن المحرّق من تحقيق إنجازٍ آخر لتصبح عاصمةً للثقافة الإسلامية في 2018، تزامنًا مع استكمال مشروع طريق اللؤلؤ». وأضافت معاليها «تطلّب المشروع جهودًا كبيرة وتظافر مختلف الجهات الرسمية في المملكة، وما كان المشروع ليصل إلى هذه المرحلة المتقدمة لولا إيمان القيادة العليا بأهميته ودوره في إبراز جمال البحرين.» كما أشارت معاليها إلى مكوّنات المشروع وعناصره حيث ذكرت «طريق اللؤلؤ هو حكايةٌ عن البحرين وهو مشروع وطني يرتقي بمكانة المملكة إقليميا وعالمياً، تروي قصصه طرقات المحرّق، بيوتها العتيقة، وشخوصها الخالدة في ذاكرة الوطن. عناصر معمارية، جمالية، وخدمية تم تسخيرها لصالح وخير أهل المحرّق في المقام الأول، ومن ثم لاحتضان زوّارها من داخل البحرين وخارجها باعتبارها وجهة رئيسية للباحثين عن الأصالة والتفرّد». وتقع على طريق اللؤلؤ، الذي يمتد لمسافة تزيد على 3 كيلومتر داخل مدينة المحرق، العديد من المباني المسجلة على قائمة التراث العالمي والتي سيتم ترميمها إلى جانب مجموعة من المباني التراثية الأخرى، كما سيضاف إلى جانب هذه المباني، 17 ساحة عامة خضراء تعد من أبرز ملامح المشروع، حيث ستعمل على الارتقاء بالأحياء في المدينة وستعمل كمتنفّس للمواطنين القاطنين وكمحطات للزوار والسيّاح القادمين للاطلاع على ما تحتويه المدينة من إرث حضاري وإنساني عالمي. الساحات ال 17 لطريق اللؤلؤ، ستوجّه الزوار على طول المسار الذي يتحرك داخل الأزقة الضيقة للمحرق القديمة، وستعمل كأماكن للقاء والتفاعل بين السكّان المحليين وزوار المسار، كما ستوفر أيضاً أماكن للتجمع والراحة والتفاعل بين أفراد المجتمع. وتتكون الساحات من أرضيات خرسانية وأثاث حضري مع سلسلة من الأشجار التي توفر الظل وتخلق مناخاً إيجابياً مصغّراً. وقد تم تكييف كل ساحة عامة وفقاً لقياسها وتصميمها، وهي تتضمن عناصر مختلف من الملاعب والمدرجات والأكشاك وغيرها.
مشاركة :