لم يعد التساؤل داخل الاتحاد الأوروبي، لماذا يريد الكتالونيون الإنفصال عن إسبانيا ؟! ولكن ما هو مستقبل إسبانيا بعد الإنفصال بـ « جذور تاريخية » تستدعي المنافسة «التاريخية» بين برشلونة ومدريد ، حيث يريد الكاتالونيون أن يثأروا من هزيمة قاسية تعرضوا لها قبل أكثر من 300 عام، وتدفع الغالبية منهم بالقول: «إنهم يعاملوننا كملكية خاصة لهم».. ويسترجع مؤيدو الإنفصال، زمن سقطت فيه برشلونة قبل 303 أعوام بيد الملك فيليب الخامس الذي مضى في معاقبة كاتالونيا على دعمها الطرف الخاطئ في حرب ولاية عهد التاج الإسباني، ففرض على الإقليم عقوبات قمعت حرياته ومؤسساته العتيدة.. مؤكدين «لعله خلاف قديم قد ولى، لكن بالنسبة لكبار المسؤولين في مدريد فإن كاتالونيا تعد مُلكية، فنحن ما زلنا نشعر أننا غنائم حرب.» !! نوازع الثأر التاريخية مخاطر الاستفتاء المرتقب، الأسبوع المقبل (الأول من أكتوبر/ تشرين الأول)، في نوازع الثأر التاريخية، داخل مملكة إسبانيا، والعودة إلى الجذور القومية، إلى جانب الآثار الاقتصادية التي تضرب الاقتصاد القومي، والتداعيات على الصعيد الاجتماعي، وعلى الصعيد «الجيو سياسي» داخل القارة الأوروبية، مرورا بـ « رفاهية» مشاهدة مباريات كرة القدم، من عشاق مشاهدة «الكلاسيكو» أي مباريات ريال مدريد وبرشلونة فقد تحرم منها الجماهيرقريباً، إذا وافق سكان إقليم كتالونيا الإسباني على الانفصال. محاولات إسبانية لإجهاض الإستفتاء التحدي القائم حاليا، على قدرة السلطات الإسبانية، إجهاض الدعوة للإستفتاء، بعد مصادرة أكثر من 1.5 مليون من منشورات الاستفتاء وملصقاته، باعتباره استفتاء غير شرعي أو قانوني.. وشن ضباط الحرس المدني الإسباني مداهمات على مقرات ومكاتب الصحف المحلية وكل محلات الطباعة في كاتالونيا.. ويوم الأربعاء الماضي، 13 سبتمبر/ أيلول 2017 بدأ المدعي العام الإسباني التحقيق بشأن أكثر من 700 عمدة كاتالوني وافقوا على التعاون مع عملية الاستفتاء، فأوعز المدعي العام إلى الشرطة باعتقال كل من يتخلف عن المثول أمام التحقيق. كذلك مضت مدريد لتحكم سيطرتها على اقتصاد الإقليم ومصادره المالية منعاً لاستخدامها في تمويل الاستفتاء. الحكومة الإسبانية تصف الاستفتاء بأنه سيرك، وعرض بهلواني، وأن على مدريد واجب ديمقراطي يحتم عليها حماية «الأغلبية الصامتة» من الكاتالانيين الذين يعارضون الاستفتاء، وأنها مسؤولة عن ضمان عدم تطور الخلاف إلى العنف.. بينما يرى المراقبون، أن المشاهد التي عمت برشلونة، قبل أسبوعين، عندما تجمهر نحو مليون شخص في العاصمة الكاتالانية احتفالاً باليوم الوطني للإقليم «لا ديادا La Diada” » مؤشر خطير يعلي من شأن نوايا الإنفصال، مع إطلاق نداءات سلمية تنادي بالاستقلال ! الحق الأخلاقي والثقافي والاقتصادي والسياسي للإنفصال في المقابل، تتهم حكومة كاتالونيا الإقليمية المؤيدة للاستقلال، برئاسة كارليس بويغديمونت، السلطات الإسبانية، بممارسة «القهر» والترهيب ضد الكتالانيين، لمنعهم من التوجه إلى مراكز الاستفتاء الديمقراطي الملزم قانوناً من أجل الانفصال عن إسبانيا.. ويرى الانفصاليون أن لدى كاتالونيا الحق الأخلاقي والثقافي والاقتصادي والسياسي في تقرير مصيرها بنفسها، كما يشعرون أن إقليمهم الغني ذا الـ7.5 مليون نسمة قد قدم لإسبانيا أكثر بكثير مما أخذ على مر السنين. أجواء التوجس والشكوك المتبادلة باتت «أكثر سمية» ويرى سياسيون إسبان، أن هناك قواسم مشتركة واضحة بين المطالب بـ «إنفصال كتالونيا» وبين حملة بريكسيت البريطانية للانفصال عن الاتحاد الأوروبي.. وأن الحكومة الكاتالانية قد استغلت مشاعر الكراهية القديمة والأزمة الإسبانية الاقتصادية الحالية بغية تأجيج مشاعر الضحية بين ظهراني شعبها وذلك في سبيل خدمة أجندتها الخاصة .. وهكذا بدت أجواء التوجس والشكوك المتبادلة بين برشلونة ومدريدن والتي باتت «أكثر سمية»، بحسب تعبير الدوائر السياسية، كما قسمت الشارع الكاتالوني نفسه على نفسه إذ يرى 50% من الكاتالانيين أن من الخير البقاء ضمن إسبانيا .. في حين يؤكد مصدر في الحكومة الكاتالانية، أن «الديمقراطية لا تقسم، بل إن غياب الديمقراطية هو ما يقسم الشعب.. نريد للشعب أن يصوت، بمن في ذلك أولئك الذين سيصوتون بـ «لا»، فإن كان لدى الناس شكوك، إذاً سيكون الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2017 فرصة سانحة لهم للتوجه إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتهم في الصناديق» ومن جانبه، يرى محلل سياسي في مركز Teneo Intelligence الاستشاري لتحليل ومراقبة الخطورة السياسية، أنطونيو باروسو، أن التاريخ الإسباني المعاصر اتَّسم حتماً وبلا شك بالتخبط والمطبات، لكن القضية الكاتالانية تختلف عن كل الصدمات والويلات التي مرت بها البلاد على مر العقود الأخيرة، انها واحدة من أكبر التحديات التي تواجه النموذج الإقليمي الذي تبناه الدستور الإسباني بعد انتقاله إلى الديمقراطية، لكنها تظل قضية سياسية في نهاية المطاف. انهيار الاقتصاد الإسباني «زلزال» كتالونيا، بحسب صحيفة «الموندو» الإسبانية، سيؤثر بشكل كبير على إسبانيا حال انفصال مقاطعة كتالونيا عن البلد الأوروبى، وسيؤدى فى نهاية المطاف إلى خسائر مزدوجة للطرفين، ففى الوقت الذى ستستقل فيه كتالونيا عن إسبانيا سينهار الاقتصاد الإسبانى بشكل كبير، كما أن المقاطعة ستخرج من الاتحاد الاوروبى. هواجس «حرب أهلية» وترى الصحيفة أن الاقتصاد الإسبانى سينهار عند انفصال كتالونيا ، حيث أن اقتصاد كتالونيا يمثل 19% من الدخل الاسبانى، وتعتبر ميناء برشلونة أهم ميناء بالدولة التى تدخل وتخرج منه جميع المنتجات، وتقيم فى كتالونيا أهم بنوك الدولة الإسبانية، ولذلك فإنه من المتوقع أنه عند انفصال كتالونيا ستقوم حرب أهلية كبيرة. انفصال «ريال مدريد وبرشلونة» وأشارت الصحيفة، إلى أن السياحة فى كتالونيا أيضا تمثل سب رئيسى فى اقتصاد إسبانيا ، حيث أن كتالونيا من أكثر المقاطعات التى تجذب عدد كبير من السياح، ويؤثر انفصالها على الرياضة فى إسبانيا حيث أن انفصال فريقى برشلونة وريال مدريد سيكون صعبا للغاية، وفى حالة انفصال كتالونيا عن اسبانيا سيختفى الدورى الاسبانى وهو من أكثر المناسبات الرياضية المنتظرة على مستوى العالم. الاتحاد الأوروبي بحذر من فوز «نعم» ومن ناحية آخرى ، فإن كتالونيا ستتأثر سلبا أيضا بعد تهديدات رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر بخروج كتالونيا من الاتحاد الأوروبى، وقال «قلنا دائما إننا سنتبع وسنحترم فى هذا الصدد قرارات المحكمة الدستورية الإسبانية والبرلمان الإسبانى، ولكن من الواضح أنه إذا فاز«نعم» القاضى باستقلال كتالونيا ، فإننا سوف نحترم هذا الاختيار، ولكن كتالونيا لن تكون قادرة على أن تصبح فى صباح اليوم التالى للتصويت، عضوا فى الاتحاد الأوروبي، إن كاتالونيا ستخضع لفحص إجراء انضمام إلى الاتحاد الأوروبى تماما كما كان الحال بالنسبة للدول الأعضاء تلك التى انضمت إلينا بعد 2004 » وكانت الحكومة الإقليمية فى منطقة كتالونيا، التى يهيمن عليها دعاة الاستقلال، قد دعت إلى تنظيم الاستفتاء فى الأول من أكتوبر/ تشرين أول، بعد أن تبنى البرلمان الكتالونى قانونا ينص على تنظيم استفتاء لتقرير المصير فى هذه المنطقة.
مشاركة :