نجحت امرأة قطرية، أُم لخمسة أبناء، لديها شغف غير عادي بالطهي، في تحدي العادات الاجتماعية ببلدها وتحويل شغفها إلى مشروع تجاري ناجح. وبدأت شمس القصابي مشروعها بتحضير الطعام في بيتها وبيعه لزبائن قليلين. وبالعمل الدؤوب والعزيمة الفولاذية أصبحت شمس تملك مطعماً، يُقدم الطعام التراثي القطري في فندق محلي، ومتجراً يبيع 400 منتج غذائي. وقالت شمس القصابي لتلفزيون «رويترز»: «بديت من البهارات والمخللات. كنت أعايرهم بالملعقة وكنت أدق بالهاون وأسويلها مقادير. المقادير اللي أنا أشوفها تضبط في الأكل وإلا لا. فمن خلال هذا الدق بالهاون ومقادير بسيطة كنت أطلّع أطنان منه. ودخلت في أول معرض الأسرة العصرية عام 2001 (2001/6/30) من خلال ها الأيام سويت حق نفسي غرفة صغيرة في البيت من خلال ها المعرض، وحصلت على زباين كثير». ويبيع متجر القصابي التوابل والبهارات، ويقع إلى جانب المطعم في وسط سوق واقف بالعاصمة القطرية الدوحة. وناضلت شمس لإقناع أُسرتها بقبول عملها في السوق في بلد لا تسمح عاداته وتقاليده للنساء بالعمل إلى جانب الرجال في مثل هذه الأنشطة. وحول ذلك أضافت سيدة الأعمال القطرية «إحنا كنا من أسرة محافظة وناس الأول ما حد كان يسمح للحريم يطلعون ويدشون في السوق ما بين الرياييل (الرجال) يشتغلون. فالحمد لله من أول بداياتي لما دخلت في المعرض كنت مترددة ما بين إيه (نعم) ولأ. شلون أنا أقدر، بنت ناس، ومثلا أوقف على رجلي وأشتغل قدام الناس وأبيع، فشيء كان وايد (جدا) صعب بالنسبة لي وبالنسبة لأهلي، يعني ما كان حد يرضى بها الشيء. فأنا الحمد لله كسرت القاعدة ودخلت وقلت ما علينا من حد ولله الحمد أنا ما أسوي شيء غلط». وتُقدم شمس أكلات تراثية قطرية بلمسات جديدة، وتعمل كل شيء بنفسها من الألف إلى الياء بما في ذلك البهارات والصلصة والخبز. وسرعان ما أصبح مطعمها مكاناً جاذباً للناس، قطريين وأجانب، في السوق. كما أنها تستقبل أيضاً شخصيات كبيرة تحضر لتناول الطعام في مطعمها. وتستمتع شمس القصابي بعملها، وعادة ما تُشاهد وهي تتبادل الحديث مع الزبائن. وأردفت لتلفزيون «رويترز»: «أكلات شعبية أصيلة تراثية قديمة. ما في شيء جديد في ها المطعم. إلا كل أكلاتنا اللي أجداد أجدادنا كانوا يأكلونها، ما في شيء جديد، بس طلعته بطريقة صورة حلوة للناس تتقبل سواء كان الأجانب وغير أجانب. الحمد لله يومياً عندنا أجانب أكثر من العرب إنه يجون يسمعون على ها المطعم الشعبي القطري ويجون سوق واقف عشان ها المطعم». ومن بين الزبائن الدائمين لمطعم شمس شاب يدعى ناصر السويدي يرى أن هذا المطعم أحيا اهتمام القطريين بالطعام التقليدي. وقال السويدي «فكرة حلوة ومعروف عندنا في قطر. يعني شاي الشموس (اسم المطعم) مين ما يعرفه عندنا في البلاد. عندها الأكل الشعبي، الشكشوكة، وتسوي الكرك والشباتي والبلاليط، خصوصاً ها الأيام زادت أخطار البرغر والشيبس والجنك فوود الجديد، فشاي الشموس يعني مثل ما تقولين نشّط الأكل الشعبي. وأهل قطر ما لهم بد من الأكل الشعبي، يحبونه». ويسمى المطعم «شاي الشموس» وبدأ بستة مقاعد فقط قبل أن يتوسع ليضم حاليا نحو 148 مقعدا. ولا تزال شمس القصابي تُصر على أن تُحّضر كل الطعام بنفسها. وتوظف شمس القصابي حاليا 20 مساعدا لها في المطعم لكنها لا تسمح لهم بالطهي، لا سيما أنها تفضل الاحتفاظ لنفسها بسر وصفات طعامها المميز. (رويترز)
مشاركة :