قال الشاعر الطغرائي :أعلل النفس بالآمال أرقبهاما أضيق العيش لولا فسحة الأمليقول المثل الفنلندي (لابد أن يشرق الضوء في آخر النفق) ولاشك أن قرار خادم الحرمين الملك سلمان بإصدار رخص قيادة السيارات للمرأة هو قرار حضاري وتاريخي فقد حقق حلما طال انتظاره للمرأة السعودية التي كان لديها أمل أن هذه القضية الملحة سوف تخرج من النفق لترى النور ولعل النقلة النوعية التي شهدتها المملكة بعد الكشف عن رؤية 2030 التي ينسب الفضل فيها إلى ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بمباركة خادم الحرمين الملك سلمان جعلت إصدار هذا القرار ممكنا ومتوقعا فقد اقترب تحقيق الحلم كثيرا .أن قرار منع المرأة السعودية من قيادة السيارة لم يكن لأسباب دينية كما يحلو للبعض الصيد في الماء العكر للإساءة الدين الإسلامي وهو ما عبرت عنه هيئة كبار العلماء فقد كان سبب المنع يعود للعادات والتقاليد والخوف أن تتعرض المرأة إلى محظورات ومواقف لاتليق في سمعة المرأة وكرامتها ولكن هذه الأسباب كانت مجرد توجس وخوف من المجهول ويشجع على ذلك بعض أفكار رجال الدين المتشددين الذي يعتبر أن مكان المرأة هو البيت وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح .الجدير بالذكر أن قرار إصدار رخص قيادة للنساء السعوديات له فوائد كثيرة ولعل من أهمها إمكانية الاستغناء عن السائق الذي يكلف الأسرة السعودية راتب يصل إلى ألفي ريال سعودي ناهيك عن أن هناك مليارات الريالات يحولها هؤلاء السواق إلى أسرهم في دولهم التي قدموا منها وهو مبلغ يقدر بالمليارات سوف يصرف في السوق السعودي مما يكون له أبلغ الأثر على اقتصاد المملكة .هناك فوائد أخرى لهذا القرار التاريخي فهو سيزيد من نسبة السعوديات العاملات في القطاع الحكومي والقطاع الخاص مما يعود بالنفع على الأسرة السعودية ويساعدها ماديا فهناك كثير من الوظائف من أهم شروطها أن يكون لدى المرأة تصريح قيادة مثل مندوبة مبيعات وتسويق أو أن مكان العمل بعيد ويحتاج إلى مواصلات وهذا القرار يحل هذه المشكلة ويوفر وظيفة للمرأة.هناك بعد عالمي للقرار فمثلا منظمات حقوق الإنسان تتهم السعودية بأن هناك تمييز عنصري بين الرجل والمرأة وهو يسيء إلى المملكة في المحافل الدولية وأيضا هذا القرار سوف يزيل الحرج عن المرأة السعودية في الخارج لأنها كثيرا ما يوجه لها السؤال حول السماح لها بالقيادة.بعد تأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم في روسيا أطلق على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (وجه الخير) فقد أصبحت المملكة غير فقد كانت الاحتفالات في اليوم الوطني غير فقد كان الفرح والبهجة في كل مكان ولا يكاد يمر يوم إلا ونسمع قرارا يدخل البهجة والفرح والسرور على قلوب الشعب السعودي وقد كان خبر منح المرأة تصريح قيادة السيارة مفرحا وأشاع جوا من الفرحة والتفاؤل بمستقبل أفضل وكما يقولون (الجايات أكثر) ولهذا نتوقع أن يكون مستقبل المملكة أكثر إنجازا وإشراقا وانفراجا وتحقيقا للأحلام التي تحولت إلى حقيقة ولعل قرار منح تصريح القيادة للمرأة هو أول الغيث وبعده سوف تنهمر المشاريع والقرارات المفرحة التي تحول السعودية إلى مركز إشعاع حضاري عالمي .أحمد بودستور