«الحكاية ماتنتهيش لطفل جوايا كان نفسه في يوووم يعيش.. والحكاية ماتنتهيش.. دلوقتي بس عرفت إن.. مكتوب على جبيني إن اللي فات مابيتنسيش.. والماضي لسه.. قادر يعيش.. كانت حكاية.. وعشت فيها عمرى وأيامي بس الزمان مارديش.. يمكن تموت يمكن تعيش»، كلمات بسيطة لأغنية لم تتجاوز مدتها الدقيقتين حملت تأثيرًا كبيرًا أثناء وبعد عرضها ضمن أحداث فيلم «تيتو» الذي قام ببطولته أحمد السقا وخالد صالح وحنان ترك. ورغم تساؤلات البعض عن الأغنية ومطربها، فإن صاحبها لم يأخذ حقه من الشهرة، ربما لأنه اختار أن يعيش بين شخصيات الكارتون التي اعتاد تقديمها بصوته، ليرسم من خلالها عالمًا مثاليًا مختلفًا تماماً عن الواقع الذي نعيشه، ذلك التفسير الوحيد لعزوف صاحب هذا الصوت الدائم عن الأضواء رغم شهرته الكبيرة كأحد أشهر مقدمي أفلام «ديزني» المدبلجة في الشرق الأوسط. ياسر شعبان، اسم ربما لن يكون معروفاً للجميع، لكن بمجرد ذكر أغنية الحكاية مع بحث بسيط، سنجد أنه مطربها الحقيقي وليس هاني عادل أو فرقة «واما» التي شاركت بالفعل في الغناء بالفيلم، كما أن المخرج يوسف شاهين سبق وطالب الموسيقار عمر خيرت برغبته في مشاركة ياسر شعبان لـ لطيفة في الغناء بفيلم «سكوت هنصور». صباح اليوم فاجأت صفحة «ديزني بالعربي» متابعيها بنشرها نعيًا جاء فيه: «خيم الحزن بالأمس على محبي ديزني بالعالم العربي بعد خبر وفاة أحد أهم الأصوات التي شاركت في بدايات نسخ أفلام ديزني العربية، الفنان المصري القدير ياسر شعبان، والذي غيبه الموت بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز 56 عاماً». وعددت الصفحة مشاركات ياسر شعبان، الذي شارك بشخصيات «البطل هرقل» من فيلم «هرقل»، «المهرج كلوبان» من فيلم «أحدب نوتردام»، «راجي» من فيلم «مائة مرقش ومرقش»، «القائد لي شانج» من فيلم «مولان»، «الأمير غريب» من فيلم «الأميرة النائمة»، «الراوي» في فيلم «إيكابود» و«السيد تود»، «دبدب» من مسلسل «دبدب في البيت الأزرق الكبير»، «سبوت» في مسلسل «لعبة المدرسة». كما شارك «شعبان» في غناء العديد من المقدمات منها مقدمة مسلسل «قصص بطوطية»، ومقدمة مسلسل «البط السري»، مقدمة مسلسل «شلة بط»، مقدمة مسلسل «مغامرات ويني الدبدوب»، مقدمة مسلسل «كتيبة النجدة»، إضافة للمشاركة بالغناء وتمثيل العديد من الأدوار المميزة والتي تركت أثراً عميقاً لدى الجمهور، وهو ما دفع البعض لإطلاق لقب «جوكر ديزني» عليه. رحلة ياسر شعبان بدأت على بحر الإسكندرية كما يقول بنفسه: «ابتلاني ربنا بحب الموسيقي وحباني بصوت كويس واتجهت للغناء ومعي أخي المطرب هشام نور خريج كلية الآداب قسم صوتيات أسسنا فريقًا صغيرًا اسمه (شارك) وقمنا بالغناء على كورنيش الإسكندرية، أما أول محطة لي فرقة تدعي (الحب والسلام)، إلى أن جاءت فرصة المشاركة في أفلام الدوبلاج». ويضيف شعبان: «أنا وهشام نور اختارتنا ديزني في بدايتهم بالمنطقة العربية للمشاركة في دوبلاج أفلامها وكانت خطوة مهمة في حياتنا فشاركنا في الأسد الملك الجزء الثاني، و101 كلب وراقص، وهرقليز، وغيرها من الأفلام وهنا قررت الاستمرار في العمل بأفلام الدوبلاج وتطورت بشكل كبير فيها إضافة لمشاركتي بالغناء في أغلب الأفلام التي شاركت فيها». وتابع شعبان: «السوق ماكنش متاح فيه العمل بشكل كبير وأنا مش هاخلي المنتج يكسب، ودا خلاني أرفض المشاركة بشكل كبير لأني مش هاقدر أوصل فني حتى مشاركاتي في السينما كانت صدفة، في يوم فوجئت بالموسيقار عمر خيرت يطلب مني لقاء يوسف شاهين الذي اكتشفت اختياره لي لأشارك لطيفة في غناء أغنية أنادي من فيلم سكوت هنصور وأكد أنه يعرفني ومعجب بما أقدمه». ويضيف «شعبان»: «المرة الثانية كانت لاختياري الغناء في فيلم (تيتو) وقدمت أغنية (الحكاية) والغريب أن الكثير لم يعرف أنني من قدمها رغم انها الرئيسية في الفيلم كما أنها حظت بشهره كبيرة جداً». في السنوات الأخيرة عاني كثيراً ياسر شعبان من المرض والتجاهل بشكل كبير إلا أنه وافته المنية صباح اليوم ليفقد محبي أفلام الكارتون أحد أفضل من قدم الدوبلاج والذي سبق وقال عنه أشهر مخرجي أفلام ديزني عصام السيد:«هشام نور، وأخوه ياسر شعبان، يستحقان مكانًا أفضل في الوسط الغنائي تحديدًا، لما يتمتعتا به من إمكانات صوتيّة كبيرة، كما أنهما شاركا بأدائهما الصوتي في عدد من الأفلام، لعل أشهرها دور «سيمبا» الذي أداه هشام نور».
مشاركة :