مع استمرار تفشِّي فيروس الـ"إيبولا" في غرب إفريقيا، وتجاوز أعداد ضحاياه حاجز الألف شخص، أقدم مصوّر ينتمي لوكالة الصور الأمريكية "جيتي إيميدجيز" على السفر إلى مونروفيا، في ليبيريا، ليلتقط مشاهد لعائلات مزقها هذا الفيروس الفتَّاك، جنبا إلى جنب مع العاملين في المجال الطبي الذين يصارعون لإنقاذ المرضى. ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الصور التي التقطها المصور جون مور، والتي وصفتها بالـ "مروِّعة"، وسط ثناء على ما قام به المصوّر ووصفه بالشجاع في الوقت الذي لا يوجد فيه مصل أو دواء لمكافحة فيروس إيبولا القاتل (حمَّى إيبولا النزيفية)، خاصة أنه لا يموت بوفاة المريض، حيث يمكن للعدوى أن تنتقل خلال مراسم الدفن التي تشمل ملامسة جثة المريض المتوفى. وقدرت منظمة الصحة العالمية حجم تفشي وباء إيبولا بأنه أكبر بكثير مما كان يُعتقد، بينما اعترفت دول إفريقية عدة بأنها غير قادرة على تطويق انتشار الفيروس بوسائلها، خاصةً أن تفشي فيروس إيبولا يتواصل في غرب إفريقيا، حيث سجلت 1975 إصابة و1069 وفاة في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون. وطالعت "عاجل" موقع منظمة الصحة العالمية "WHO" للوقوف على أهم طرق الوقاية من الفيروس، والتي تلخصت في 3 وسائل رئيسة: أول طرق الوقاية أو تقليل فرص العدوى بين البشر، هو الإقلال من الاتصال مع الحيوانات مثل القردة، أو أكل لحومها النيئة، وتجنب الاتصال مع خفافيش الفاكهة التي غالبًا ما تكون حاملة للفيروس، وأن يتم التعامل مع الحيوانات من خلال قفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة، وبشكل عام أن يتم طهو اللحوم ومنتجات الحيوانات قبل استهلاكها. وثاني تلك الطرق، هو الحد من مخاطر انتقال العدوى من الإنسان إلى الإنسان، خاصة في التجمعات التي يوجد بها مرضى، بحيث لا يتم التعامل مباشرة مع المصابين بالفيروس الفتاك، وبالأخص مع سوائل أجسامهم من اللعاب والدم، وعموما ينبغي تجنب الاتصال الجسدي، مع ارتداء القفازات ومعدات الحماية الشخصية عند رعاية المرضى في المنزل. كما دعت المنظمة الأشخاص إلى غسل اليدين بانتظام بعد زيارة المرضى في المستشفى، وكذلك بعد رعاية المرضى في المنزل. وثالث وسائل الوقاية، تختص بالمجتمعات التي ينتشر فيها الفيروس، إذ ينبغي أن يتم تعريفها بأعراض المرض، كما يكون على المريض أو أهله الإبلاغ عن أي حالة اشتباه أو إصابة، والذهاب الفوري إلى المستشفى. كما نوهت المنظمة إلى خطورة مزارع الخنازير في إفريقيا، وأنها تلعب دورًا في انتقال العدوى وزيادة الإصابات. أما عن قصة بداية الفيروس، فإنه يعود أول اكتشاف للمرض في بلدة في زائير؛ حيث كان هناك بائع فحم نباتي، شعر في 6 يناير 1995 بأنه مريض، ووقع على الأرض مرتين وهو في طريقه من الغابة إلى البيت، وعندما وصل قال إنه مصاب بصداع وحمى، وفي خلال الأيام القليلة التالية تدهورت حالته، وفي 12 يناير حملته عائلته إلى مستشفى عام؛ حيث ازدادت حالته سوءا وبدأ يتقيأ، وكان الدم يتدفق بشكل يتعذر ضبطه من أنفه وأذنيه، ثم توفي في 15 من الشهر نفسه، وسرعان ما صار آخرون من عائلته، ممن لمسوا جسده مرضى بالمرض نفسه . وبحلول شهر مارس، مات 12 فردًا من أقربائه اللصقاء، وفي أواسط شهر أبريل بدأت هيئة العاملين في المستشفى وآخرون يمرضون ويموتون مثل الرجل وعائلته، وبسرعة انتشر المرض إلى بلدتين أخريين في المنطقة. والفيروس فتّاك للغاية، بحيث جعل العلماء في الولايات المتحدة يدرسونه في مختبر شديد الأمان داخل مبنى بجهاز تهوية يمنع تسرب أي ميكروب ينتقل بالهواء، وقبل دخول المختبر يرتدي العلماء بزات فضاء واقية ويستحمون بالمطهرات عندما يغادرون.
مشاركة :