ليلة جديدة من التألق في مواجهة الأندية الألمانية، قصة تروى في كل موسم، بطلها «الدون» البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يفرض نفسه بقوة في دوري الأبطال، ويستمتع بحق عندما يواجه أحد الأندية الألمانية، التي باتت تنظر إلى مهاجم ريال مدريد، على أنه «البعبع» الذي تخشاه، والجلاد الذي تنتهي عنده أحلام أندية «البوندسليغا» لا فرق في ذلك بين ملك بافاريا بايرن ميونيخ النادي الأكثر شهرة بين الأندية الألمانية، وأحد الأبطال التاريخيين للأندية الأوروبية، أو حتى ناد ألماني يتقدم للمرة الأولى نحو دوري الأبطال، ويضعه حظه العاثر في مواجهة «صاروخ ماديرا». بروسيا دورتموند متصدر الدوري الألماني لكرة القدم «البوندسليغا»، كان آخر الأندية الألمانية التي سقطت تحت مقصلة الجلاد البرتغالي، ليلة أول من أمس، عندما تفجر الدون من جديد، وأفرغ غضب الإخفاق في التسجيل مباراتين على التوالي في الدوري الإسباني لكرة القدم «الليغا»، وأراد الدون البرتغالي، أن يستعيد ألقه سريعاً مقارنة بما يقدمه منافسه التاريخي ليونيل ميسي هذه الأيام، فكان الضحية بروسيا دورتموند، الذي لم يعتقد بأنه يمكن أن يتلقى مثل هذه الهزيمة من الريال، في معقله، «سيغنال ايدونا بارك»، الذي استعصى تماما على النادي الملكي في السنوات الماضية، لكن الدون البرتغالي كان له رأي آخر، إذا أراد أن يكتب تاريخا جديدا لناديه في مواجهة عقدة «سيغنال ايدونا بارك»، كما كتب التاريخ الموسم الماضي وهو يقود الريال إلى لقبه الثاني عشر، الثاني على التوالي في الأبطال، الثالث في آخر أربعة مواسم، محطماً جميع الأرقام القياسية في البطولة الأوروبية الأكبر للأندية منذ أن تأسست. 25يا لها من نسبة، ويا له من رقم، 25 هدفاً في شباك الأندية الألمانية، بعد هدفيه أول من أمس في المباراة التي انتهت لصالح النادي الملكي 3 - 1، بعد أن تقدم غاريث بيل للنادي الملكي وأضاف رونالدو الثاني، ثم حسم النتيجة بالثالث بعد أن نجح الغابوني بيار ايميريك اوباميانغ في تقليص الفارق لكن الدون البرتغالي حسم الأمور، بعد أن سجل الهدف الثالث قبل 20 دقيقة من النهاية، ليمنح فريقه فرصة إكمال المباراة مرتاحاً، وبعيداً عن ضغط محاولات دورتموند إدراك التعادل. يبقى من الصعب أن يدرك أي لاعب مثل هذا الرقم في مواجهة الأندية الألمانية، فمن جملة الأهداف التي سجلها الدون في دوري الأبطال حتى الآن «109» أهداف، جاءت 25 منها في شباك الأندية الألمانية، وتحديدا في شباك ملك بافاريا بايرن ميونيخ، وبروسيا دورتموند، وشالكه، و فولفسبورغ، الذي وضعه حظه العاثر في مواجهة الدون الغاضب، بعد أن فاز النادي الألماني ذهابا 2 - 0، لكن الدون انفجر إيابا بهاتريك تاريخي، اكمل بعده الريال مسيرته نحو اللقب الحادي عشر، والأول في تاريخ زين الدين زيدان كمدرب للريال. ولم يكن حال شالكه أفضل من فولفسبورغ، ولكن النادي الملقب بالملكي الأزرق عانى أكثر من مواطنه، حيث تلقى سبعة أهداف عن طريق جلاد الأندية الألمانية. 06أما دورتموند، فقد تلقى ستة أهداف من الدون، بعد هدفيه أول من أمس، ليصبح أكثر لاعب في تاريخ الأندية الأوروبية أبطال الدوري يسجل في شباك المتصدر الحالي للدوري الألماني. ولكن حال دورتموند حتماً في مواجهة الدون البرتغالي أفضل من حال بايرن ميونيخ، الذي اهتزت شباكه في تسع مناسبات بواسطة جلاد الأندية الألمانية، في كبرى بطولات الأندية الأوروبية، منها هاتريك في مواجهة الإياب في الموسم الماضي، قبل أن يواصل الريال رحلة الاحتفاظ باللقب للموسم الثاني على التوالي كأول فريق ينجح في ذلك منذ ميلان الإيطالي عام 1991. وفي الوقت نفسه رفع رونالدو رصيده من التسجيل إلى 14 هدفا خلال آخر سبع مباريات له في دوري الأبطال، حيث توجه إلى «سيغنال ايدونا بارك»، بعد أن تمكن من تسجيل 12 هدفا في 6 مباريات متتالية في الأبطال، منذ الموسم الماضي، محققا في الوقت نفسه أحد أميز الأرقام الخاصة بالنجاعة التهديفية بعد أن تمكن من تسجيل 6 أهداف من آخر سبع محاولات له تجاه مرمى المنافسين في الأبطال، ليصنع الدون تاريخا جديدا، ويرسل رسالة واضحة جدا أنه إذا أخفق في مباريات الدوري الإسباني، فإنه لن يعرف الفشل في دوري الأبطال المسابقة المفضلة له، وللنادي الملكي.
مشاركة :