الأطفال يرفضون المدرسة: مشكلة تؤرق الأهل في بداية كل موسم

  • 9/28/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تواجه غالبية العائلات ممن لديها أطفال في سن صفوف الروضة أو السنة الدراسية الأولى مشكلة مؤرقة، خصوصاً عندما يكون الوالدان صغيري السن وقليلي الخبرة والتجربة في الحياة، وتتمثّل في رفض الطفل الذهاب إلى رياض الأطفال أو المدرسة، وإصراره على ذلك. ويستخدم الطفل وسائل كثيرة لمنع ذويه من إرغامه على الذهاب إلى المدرسة، ما يربك الأهل، فيضطر الأب أو الأم إلى التغيّب عن عمله. وقد تضطر الأم، إذا كانت ربة بيت، أن تبقى معه في المدرسة على حساب واجباتها المنزلية. وعادة يعاني الوالدان في الأيام الثلاثة الأولى أو حتى الأسبوع الأول قبل أن يعتاد الطفل على المدرسة، بعد أن «كوّن» صداقات فيها، بيد أن هناك أطفالاً يستمرون في رفضهم المدرسة مدة أطول، ويلجأون إلى حيل كثيرة للبقاء في المنزل، منها التظاهر أنهم لا يستطيعون السير ويرتمون أرضاً، أو الشكوى من ألم شديد في البطن أو الرأس. هذا ما يؤكّده محمد أبو الهيجاء، الذي يُرغم تحت إلحاح طفله إلى إعادته إلى المنزل، بعد استمراره في البكاء والصراخ طوال الطريق إلى المدرسة، وإرتمائه أرضاً عند الاقتراب من بوابتها مدعياً عدم قدرته على السير. ويضيف أبو الهيجاء انه يضطر إلى إدخاله إلى غرفة الصف حملاً، بيد انه لا يكف عن البكاء والصراخ رافضاً الجلوس على مقعده، وذلك على رغم الدلال الذي تبديه له المعلمة. وتكون النتيجة العودة إلى المنزل والجلوس معه وغيابه عن وظيفته. ويلفت أبو الهيجاء إلى أن هذا السيناريو يتكرر معه ومع زوجته، اللذين يتناوبان على اصطحابه إلى المدرسة، خوفاً من تعرّض احدهما للفصل من عمله بسبب الغياب المتكرر، كاشفاً أن أحد أشقائه يحاول مساعدته على هذه المهمة، ويتحمّل معه «وزر» بعض الأيام. ويوضح أنه لا يزال يراهن على الوقت في تقبّل ابنه المدرسة، على رغم مرور أكثر من 20 يوماً على بدء العام الدراسي. في حين أن وائل الصلاحات، وإن كان يتشارك مع أبو الهيجاء في المشكلة ذاتها، يعاني من وسائل تحايل أخرى يستخدمها ولده لإقناعه بعدم إرساله إلى المدرسة. فهو يختلق صباح كل يوم ألماً ما في جسده، كأن يشكو من مغص أو إسهال أو صداع شديد، ومن دون أن يعدم وسيلة. ويوضح الوالد أنه في البداية كان يصدّق ابنه ويصطحبه إلى الطبيب، إلا أن الأمور زادت عن حدها. وبدأ يدرك أن ابنه يكذب عليه ويتظاهر بالمرض. ويقول: «صرت أوصله إلى المدرسة وأتركه يبكي من دون أن ألتفت اليه عله يعتاد، وفقاً لنصيحة المدير والمعلّمين». أما علاء العواملة فيؤكّد أنه عانى الارتباك بداية العام الدراسي في بيته وعمله، بسبب رفض ابنته الذهاب إلى المدرسة، خصوصاً في الأيام الثلاثة الأولى، لكنها اعتادت بعد ذلك واندمجت بزميلاتها وبدأت تصحو من النوم نشيطة ومتحمسة للذهاب ولقائهن. ويشير محمد القلعي، مدير إحدى المدارس الحكومية، إلى ان هذ المشكلة يتعرّض لها معظم آباء تلامذة مرحلة السنة الدراسية الأولى في كل بداية عام دراسي، لكن سرعان ما يعتاد غالبية هؤلاء على الأجواء ويندمجون بها بعد يومين أو ثلاثة أيام، علماً أن زوال الرفض لدى بعضهم يحتاج أحياناً إلى فترة أطول، وقد يضطر المعلمون إلى استخدام وسائل ترغيب مثل منح الطفل هدايا والسماح له باللعب، والطلب من زملائه التصفيق له تشجيعاً. وأكد القلعي أن هذه الوسائل غالباً ما تؤتي ثمارها لكن بعد فترة غير قصيرة، ما يربك الأهل ويعكّر صفو حياتهم. وتنصح الاختصاصية التربوية رنا الدجاني الآباء بألا يخضعوا لوسائل تحايل أبنائهم، و «عليهم إجبارهم على الذهاب إلى المدرسة ولو كانوا يبكون ويرمون أنفسهم على الأرض أو يشكون من آلام في البطن أو صداع أو أي ألم عضوي. كما أنه من الضروري في هذه الحالة أن يستخدم المعلمون وسائل ترغيب من ألعاب وهدايا وغيرها». وتعتبر الدجاني أن الأطفال الذين يستمرون طويلاً فــــي رفــض المدرسة «فئة تعاني اضطراباً وقلــقاً أو رُهـــاباً شديداً. وفـــي هذه الـحالة لا بدّ من العلاج النفسي لدى اختصاصي. وشــددت على أهمية دور إدارة المدارس والمعلمين في تبديد مخاوف التلامذة الصغار الجدد والتعاون مع أهاليهم.

مشاركة :