لدي عزيزي القارئ سؤال لك، وأنت تشاهد الدراما التلفزيونية المحلية وتتابع شخوصها ترى كم مرة رأيت نفسك في أحدها؟ وإن لم تجد نفسك ترى كم مرة رأيت اشخاصا تعرفهم من اهلك أو اصدقائك أو جيرانك أو في االحياة العامة فتأتي الدراما لتريك إياهم على الشاشة وبهذا قد يرصد لك هذا العمل الجوانب الاخرى التي لا تعرفها عنهم؟ إن كانت إجابتك نعم رأيت نفسي ورأيت الكثيرين ممن اعرف فهذا يعنى انك تتابع دراما تلفزيونية ناجحة استطاع الكاتب ان يرصد فيها واقع المجتمع الذي تعيشه وان كنت ترى شخوصا لا تعرفهم ولا ينتمون لمجتمعك وتستغرب ان يقال بأنهم من بيئتك فهذا يعني انك تشاهد دراما فاشلة لان من كتبها اختلق شخوصا غير حقيقية وابحر في عالم اخر غير عالمه. سؤالي الآخر لك بعد ان اجبت سواء بنعم او لا ما رأيك في الدراما المحلية وما الذي ينقصها من وجهة نظرك حتى تكون معبرة عن المجتمع الذي تجسد شخوصه؟ في حقيقة الامر ان انتاج الدراما شبيه بمن يبني له بيتا فمن يبني بيتا يضع في البدايه له مخططا هندسيا يناسب احتياجاته والمهندس في الدراما هو الكاتب فهو من يضع مخطط انتاج هذا العمل الدرامي بدءا بالفكرة حتى ينفذ كامل النص كما هو حال المخططات لدى المهندس وكل هذا يتم قبل البحث عن المقاول الذي سينفذ هذا المخطط وهو مايسمى في الدراما بالمنتج او المنتج المنفذ والذي عليه ان يلتزم بالمخططات التي استلمها ووفق المواصفات التي تعاقد عليها ولهذا كيف تأتي بعض الاعمال الدرامية سيئة ولا تعبر عن المجتمع الذي تنتمي اليه؟ المسأله باختصار ان من اراد ان يبني البيت احضر المقاول قبل المهندس وربما حصل على ترخيص بفكرة مخطط بخلاف ما ينوى تنفيذه ولهذا يبدأ المقاول في تنفيذ بنائه بدون مخطط وتأتي الكارثة. الكثير من الاعمال المحلية تحصل على التكليف بالتنفيذ على ملخصات لم تكتب نصوصها رغم انه في السابق كان التكليف لا يتم الا بنص مكتمل ويكون مرجعية في مطابقة ماصور مع ماكتب وهذه الثقة من قبل القناة المنتجة في المنتج المنفذ احد اهم فشل الكثير من الاعمال. الأمر الآخر ان القنوات المنتجة وللاسف الشديد لم تعد تهتم كثيرا في السنوات الاخيرة بالنصوص بقدر اهتمامها بالنجوم ولهذا يكون السؤال الدائم من قبلهم من هم المشاركون في العمل وهنا يرشح الكثير من المنتجين اسماءهم ان كانوا ممثلين أو اسماء نجوم آخرين تقتنع القناة بأنها امام كوكبة لا يستهان بها وعندما يبدأ التنفيذ يبدأ المنتج بتقديم الاعذار وطرح البدلاء مبررا رفض الكثير ممن رشحهم بالانشغال بينما الحقيقة ان معظم الرفض كان لعدم القناعة بالنص المكتوب او امور اخرى وهنا نعود الى نقطة ان نجاح اي بناء يعتمد على نجاح المخطط الهندسي الذي اعد له العنصر الاخر ان القنوات المنتجه تفكر ثمانية اشهر وتمنح المنتج اربعة اشهر للتنفيذ والوقت عنصر مهم لنجاح اي عمل فالعمل المتميز قد يحتاج من 60 الى 100 يوم تصوير ولكنه ولا شك يحتاج الى ضعفي هذه المدة للتحضير الجيد وما يحدث ان المدة التي تمنح تكون في بعض الاحيان اربعة اشهر اي 120 يوما يجد المنتج نفسه ملزما فيها بكتابة النص والتحضير والتصوير ولهذا تختلط الامور مع بعضها وتتداخل تداخلا غير منطقي فالعمليه تدرج وليست تداخلا وهنا تحدث الفوضى التي تؤثر على الانتاج فيأتي ركيكا لانه لم ينمُ نموا سليما كما يجب. ستسألني ماهو الحل؟ سأختصر لك أحد الحلول والذي يقول حرروا الدراما من قيود التعميدات وليكن الأساس نصا مقبولا وبعدها اتركوا للمنتج ان ينفذ (مخططه الهندسي) بالمواصفات التي تجعله اما في مقدمة الركب مستحقا الحصول على افضل سعر لما انتج او اوسط سعر او ان يقال له (طبخ طبختيه يالرفلا كليه)
مشاركة :