أكد مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة أن مواجهة الفكر الارهابي والمتشدد تتطلب من العلماء بيان حقيقة الإسلام وتحقيق معادلة الفكر المستقيم. وشدد الدكتور جمعة خلال لقائه أمس وفداً من أئمة داغستان على التصدي لمحاولات اختطاف الإسلام وتشويه صورته والذي حذر منه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال خطاب وجهه للأمة العربية والإسلامية منذ أيام، وقال الدكتور جمعة لا بد من تعاون جميع مؤسسات الدعوة في العالم الاسلامي للتصدي لأصحاب الفكر الضال الذي يتبنى مفاهيم غير صحيحة عن الإسلام. وتناول اللقاء كيفية النهوض بالأمة الإسلامية مرة أخرى والعودة إلى الصدارة، وأكد فضيلته أن نهضة الأمة لن تعود إلا بالتعليم الصحيح وخاصة تعليم اللغة العربية فهي لغة القرآن الكريم وهي لغة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أحد المفاتيح لتفسير القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من ناحية دلالات الألفاظ ومن ناحية التراكيب اللغوية ومن ناحية معرفة العام من الخاص والمطلق من المقيد، وبدونها لا يمكن الوصول إلى الفهم الصحيح للنصوص الشرعية ولذلك نرى من يريد أن يتلاعب بالدين من فرق الضلالة عبر العصور تبدأ بانكار اللغة العربية حتى تصل إلى ما تريد، فمن علامات ضلالة الفكر إنكار اللغة دلالة وبلاغة وتركيباً. وقد تم خلال اللقاء الاتفاق على إنشاء مركز علمي لتحقيق التراث الداغستاني ويكون بذلك نواة أولية لسلسلة من المراكز التي سيتم إنشاؤها تباعاً في داغستان لمواجهة الفكر المتطرف لخوارج العصر. وأكد الدكتور جمعة للأئمة على أنه يجب الاهتمام بتعليم النشأ صحيح الدين حتى يكتسبوا مناعة عند مواجهة الفكر المتطرف وهذا أفضل من تعليمهم صحيح الدين بعد اختلال أفكارهم نتيجة مخالطتهم بخوارج العصر الذين ادعوا أنهم ممثلو الدين لينشروا أفكارهم الهدامة في العالم.
مشاركة :