مسابقة دولية لنيل شهادة الدكتوراه في ثلاث دقائقمسابقة فرنسية دولية تحت شعار “أطروحتي في 180 ثانية” للتبسيط العلمي، تهدف إلى رفع روح التحدي بين الناس وتجعلهم أكثر رغبة في التعلم والانفتاح على العلوم. وتقوي لدى المشاركين المنافسة لتطوير أطروحاتهم ونيل الدكتوراه في أقل من ثلاث دقائق. كما أن هذا الحدث الثقافي يؤكد على ضرورة تبسيط اللغة العلمية وجعلها في متناول كل الناس.العرب [نُشر في 2017/09/28، العدد: 10765، ص(24)]التنافس يجمع العالم على منصة واحدة باريس – تقام اليوم المرحلة النهائية من المسابقة الدولية "أطروحتي في 180 ثانية" للتبسيط العلمي، للعام 2017 التي يعتبرها فائزون سابقون أنها "تجربة رائعة” و”تحديا كبيرا” و”مغامرة إنسانية جميلة” تسمح “بتعلم التواصل”. وقالت ديزيريه كونينغ، شابة سويسرية، كانت شاركت في المسابقة في العام 2016 وهي اليوم عضو في لجنة التحكيم “لقد كانت تجربة رائعة اختتمت بمفاجأة سارة”. واجتمع خلال هذه المسابقة في مدينة لييج البلجيكية (شرق العاصمة بروكسيل) عشرون متقدما من 15 بلدا لهذه الدورة الرابعة من مسابقة “أطروحتي في 180 ثانية”. وأفاد القائمون على المسابقة أن الهدف منها أن يتمكن المشاركون من شرح موضوع أطروحتهم لنيل درجة الدكتوراه في ثلاث دقائق. ويصف المشاركون السابقون هذا الحدث بأنه “تجربة إنسانية عظيمة” عاشوها، لكنهم يرون أن حدود الفائدة منها لا تقتصر على المشاركين فقط. وقال البلجيكي أدريان دولييج الذي فاز بجائزة المسابقة في العام 2015 إن هذا التحدّي “يجعل الناس أكثر رغبة في التعلّم”. وأكدت السنغالية نادية كومبا فال، وهي من بين المشاركين في مسابقة هذا العام “هذا النوع من الأحداث يدفع الناس اليوم إلى الاهتمام أكثر فأكثر بالعلوم”. وشدد أدريان دولييج وهو عالم رياضيات يجري أبحاثا تختلط لدى الجمهور بين العلم والخيال العلمي “من المهم أن نطوّر وسائل التواصل بين العلوم والجمهور، نحن نتجه إلى عالم يتقدّم في العلوم والتقنيات أكثر فأكثر”. وقالت الفرنسية ماري شارلوت موران التي حازت جائزة الجمهور في الدورة الدولية الأولى “نحن نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى كل ما يبرز أهمية العلوم في ظل تصاعد الظلامية”. وأوضحت كونينغ “عدد الناس الذين يهتمون بالعلوم أكثر مما نتوقّع بكثير، علينا فقط أن نتحدث معهم بلغة مفهومة”. وبحسب موران التي تتحدث عن انخفاض في الميزانيات العامة ارتسمت ظلاله على تمويل المشاريع العلمية، فإن الباحثين في مجالات العلوم “يحتاجون إلى التواصل حتى يتمكنوا من جلب التمويلات من الجمهور الواسع”. وإذا كان المشاركون في هذا الحدث الثقافي مجمعين على ضرورة تبسيط اللغة العلمية وجعلها في متناول كل الناس، إلا أنهم يقرّون أن هذه المهمة ليست أمرا سهلا. وقالت ديزيريه إن ذلك يتطلب مهارات “لسنا نعمل على تطويرها بالضرورة”. وهي تأسف لأن تقنيات التواصل حول الأبحاث العلمية لم تصبح حتى الآن مادّة تدرّس في الجامعات. ووفقا لمؤتمر رؤساء الجامعات والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، الذين ينظمون هذه المسابقة في فرنسا، فإن فرنسا وحدها، وبفضل أيام تدريب نظّمت على هامش المسابقة، جرى تدريب ألف تلميذ على تبسيط العلوم، منذ العام 2014، وتسعى لتدريب المزيد. وأفادت الفرنسية موران “مسابقة أطروحتي في 180 ثانية تتيح لنا أن نفهم كيف نتواصل مع الناس، وأن ندرك أن التواصل أمر مهم وليس ضربا من ضروب الرفاهية”.
مشاركة :