بن سلمان يلعب ورقته الرابحة ويستغل دعم رجال الدين المحافظين

  • 9/28/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قالت صحيفة الغاردين البريطانية إن الامور لم تكن تسير على ما يرام في المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة، فمن جهة، دخلت المملكة حرب مكلفة في اليمن، ومن جهة أخرى، تأزمت الأوضاع بين دول مجلس التعاون الخليجي وقطر. وذكرت الصيحفة أن القرار الرسمي الذي أعلنه العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، يوم الثلاثاء، بمنح المرأة حق قيادة السيارات نتج عنه ردود أفعال إيجابية اختلطت بمشاعر الفرح والمفاجأة والخوف، فقد أعطى الأمر الملكي المرأة هذا الحق الذي منعت منه لعقود طويلة في بلد محافظ. وأشاد كبار المسؤولين بهذه الخطوة كمرحلة فاصلة في تاريخ البلد، واعتبروا التغيير القائم حاليا في المملكة “تطورا أكثر منه ثورة”. فبعد توليه منصبه كولي للعهد،، لعب محمد بن سلمان أقوى أوراقه يملكها. وهي استغلاله لدعم رجال الدين المحافظين والذين طالما رفضوا في الماضي أي أشكال من الحداثة والافكار المنفتحة لا سيما المتعلقة بحقوق المراة ويعتبر التغيير الأساسي في الموضوع هو أنه لم يعد هناك أي حظر قانوني على المرأة السعودية للقيادة. ولا توجد، وفقا لتصريحات رجال الدين السعوديين في الساعات الماضية، أي حكم في الشريعة الإسلامية يمنع ذلك. وبموجب قوانين الوصاية القمعية، يتمتع الأقارب الذكور بحق النقض بشأن ما إذا كان بإمكان الزوجات أو البنات مغادرة المنزل دون مرافق. ففي حين أن المرأة يمكن أن تحصل على رخصة والسماح لها بالقيادة، لا يزال بإمكان أحد أفراد أسرتها أن يمنعها من ذلك. ويعتقد القادة السعوديون أن كسر هذه الأفكار المتجذرة في المجتمع سيستغرق وقتا. ولكن يأمل الأمير محمد في تسريع العملية من خلال إزالة الغطاء القانوني لوقف هذا الحظر، لاعتباره أن المملكة ستواجه تهديدا وجوديا من الداخل إذا لم تغير طرق حكمها. ويعتقد ولي العهد، البالغ من العمر 31 عاما، أن أكبر تهديد للمملكة العربية السعودية سيأتي من مواطني جيل الألفية، الذين نصفهم من النساء، بسبب غياب الحياة الاجتماعية الخاصة بهم ومنعهم من وسائل الترفيه ومناصب عمل معينة. ومن شأن رفع الحظر على القيادة أن يسهل على النساء توظيفهن ومشاركتهن في القوى العاملة. أول متحدثة باسم السفارة السعودية بواشنطن فبعد إصدار المرسوم الملكي بساعات قليلة، أعلنت وزارة الخارجية السعودية قرارها بتعيين السيدة فاطمة سالم باعشن متحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن. وبذلك تكون باعشن أول سيدة سعودية تتحدث باسم سفارة بلادها في الخارج. وقد نشرت تغريدة عبر صفحتها على تويتر “أنا فخورة بأن أخدم السفارة السعودية في الولايات المتحدة كمتحدثة باسمها. أشعر بالامتنان”. وجدير بالذكر أن وتيرة التغيير قد بدأت من قبل. فمنذ أربع سنوات، عندما سمح الملك عبد الله الراحل بتصويره مع طالبات يرتدون أغطية رأس بسيطة، وهو ما أدى آنذاك إلى إحداث تشويش من السلطات الدينية والنقابات المحافظة. ومع ذلك، فقد تم السماح للمرأة دخول الملعب الرياضي الوطني في الرياض والمشاركة في حفل “اليوم الوطني” في جدة. فإذا كان وريث العرش سينهج وسيلة التجديد والتغيير في مخططه السياسي، فمن المتوقع ان تتوفر المرأة السعودية على المزيد من الحقوق في المستقبل.

مشاركة :