مصر نهاية الستينات من القرن العشرين، لا تزال تبحث عن تجميع قواها في الطريق لاستعادة أرضها المغتصبة من إسرائيل، لكن استعادة القوة لا يعني ترك الصهاينة يهنأون في سيناء، كانت الخطة أن يجعل المصريون حياة أبناء بن جوريون في صحراء أرض النيل جزءًا من الجحيم، وهو ما تجسد خلال 24 ساعة ثقيلة جدًا مرت على الإسرائيلين. الأربعاء، الخامس من نوفمبر عام 1969، على الجانب المحتل من شط قناة السويس جلس الإسرائيليون ينظرون للجهة المقبلة، كانوا يقفون على أرض مغتصبة ولم يكن أصحابها على استعداد لتركها لهم، كان الجنود يقفون غير مدركين أن هناك من يراقبهم، يعد عليهم أنفاسهم، ينتظر لحظة الأمر بإسكاتها، لم يدرك الإسرائيليون أن الصاعقة المصرية حولهم، وستنقض لتفترسهم بعد لحظات. أصوات الرصاص تصم الآذان فجأة في المنطقة، المصريون هنا ورصاصاتهم تحصد الأرواح، وتدمر الحصون والمدرعات، لتكن الحصيلة النهائية مقتل 10 جنود إسرائيلين وأسر واحد، مات لاحقًا في المستشفى، كما كشف متحدث مصري، حسب رواية «وكالة التلغراف اليهودية». ساعات قليلة مرت على هجوم المصريين، وبينما يلملم الإسرائيليون أوراقهم بعد الهجوم المصري، كانت قوات الصاعقة المصرية تستعد لضربة ثانية وسريعة، بالقرب من شط قناة السويس، بالقرب من مدخلها الجنوبي، لم يشعر الجنود الإسرائيليون بما يحدث حولهم وسط الهدوء القاتل، كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، عاصفة ستكون صاعقة تحمل أعلام مصرية، دقائق وتضربهم رياح قوية، رياح الثأر. هجوم خاطف وسريع نفذه رجال الصاعقة المصرية، انطلقت رصاصاتهم تصيب الإسرائيلين وتقذف الرعب في قلوبهم، وتسقط 5 منهم مصابين، كما تروي «وكالة التلغراف اليهودية»، قبل أن يختفى المصريون كالأشباح، كما لو أنهم لم يحضروا من الأساس، كما لو كان حلمًا أو بالأحرى كابوسًا لأتباع موشيه ديان. هجومين خلال 24 ساعة، ماذا يفعل المصريون؟ سؤال ربما طرأ على رأس بعض جنود إسرائيل في سيناء في ذلك اليوم الذي بدا يكتسي باللون الأسود بالنسبة لهم، لكن ما لم يعرفونه أن اليوم لم ينته بعد، فبعد ساعات قليلة من الهجوم الثاني كانت العريش تستعد للجولة الثالثة، فوجئ الإسرائيليون برصاصات المصريين مجددًا قبل أن يختفوا مرة آخرى دون أدنى أثر. كانت 24 ساعة قاسية على الإسرائيلين في سيناء، علق عليها مسؤولون في إسرائيل قائلين إن عمليات الصاعقة المصرية الثلاث كانت للتزامن مع خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في التليفزيون والراديو الذي قال فيه إن مصر تفوز في حرب الاستنزاف، ليثبت بالدليل صحة كلامه.
مشاركة :