بعد يوم واحد من إلقاء القبض على المرشد العام للإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية فجر أمس الأربعاء، من إلقاء القبض على القيادي بالجماعة الدكتور صفوت حجازي، المحرض الأكبر على أحداث العنف التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، عقب سقوط حكم «جماعة الإخوان»، والمطلوب ضبطه على ذمة عدة قضايا متهم فيها، منها قتل المتظاهرين والتحريض على قتل آخرين وارتكابه للعديد من أعمال العنف. وقال مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية المصرية، إن «عملية الضبط تمت بالتنسيق بين قوات الجيش وأجهزة وزارة الداخلية المختلفة، وذلك أثناء وجوده في منطقة نائية داخل واحة سيوه بمحافظة مطروح غرب البلاد، ومحاولته الهروب إلى ليبيا، وكان مختبئًا بأحد الأماكن بصحبة محامٍ». وأضاف المصدر (طلب عدم كشف هويته) لـ»المدينة» إن»حجازي كان صابغًا شعره، وحالقًا لحيته «دوجلاس» ويرتدى جلبابًا بدويًّا من أجل التنكر». مشيرًا إلى أن «طائرة عسكرية قامت باصطحابه إلى القاهرة بأحد المقرات السيادية للتحقيق معه في الاتهامات الموجهة ضده». ويواجه حجازي عدة اتهامات، من بينها تكوين تنظيم إرهابي، واحتجاز وتعذيب مواطنين بدون وجه في اعتصام رابعة العدوية، وحيازة أسلحة وذخيرة، وحرق وتخريب المنشآت العامة، وتهمة التحريض على اقتحام الحرس الجمهوري، وقتل ضابط، والشروع في قتل آخرين، بعدما حرض بالصوت والصورة أنصاره على اقتحام دار الحرس الجمهوري بدعوى تحرير الرئيس المعزول مرسي، ما أدى إلى نشوب اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الإخوان أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأثار القبض على حجازي ردود أفعال واسعة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» جاءت كلها بالسخرية، وجاءت التعليقات الساخرة تقارن بين تصريحاته السابقة ووضعه الحالي، حيث قال محمد العربي «اللى هيرش مرسى بالمية هنرشه بالصبغة»، في إشارة لتهديد حجازي أثناء وجوده في اعتصام رابعة العدوية بأن (اللي ح يرش مرسي بالميه ح نرشه بالدم). فيما أعربت حركة شباب 6 إبريل عن ارتياحها للقبض على صفوت حجازي، واصفة إياه بـ»داعية الفتنة والدم»، مشيرةً إلى أنه كان يحرض على إراقة الدماء، وبرغم تصريحاته التي وصفتها بـ»العنترية» لم يكن في مقدمة الصفوف، بل قبض عليه هاربًا متنكرًا، معتبرة أن ذلك كفيلاً بأن يعرف مؤيدوه حقيقته. ووجهت حركة (6 إبريل) رسالة إلى حجازي عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» قالت فيها «داعية الفتنة والدم صفوت حجازي، ربما لم تقتل بيدك، ولكن كلامك تسبب في إراقة الكثير من الدماء، الآن تعرف قيمة الكلمة والتحريض على الحرب والقتل والفتنة، الآن يعرف مؤيدوك ومن تأثروا بكلماتك أنه ليس كل ما يلمع ذهبًا، وأن الأواني الفارغة فقط هي التي تحدث أعلى الأصوات». وحجازي الذي تم اختياره أمينًا لمجلس أمناء ثورة 25 يناير، تحول للعدو الأول لثورة 30 يونيو، وقاد العديد من المظاهرات والمسيرات ضد الثورة الثانية، اسمه بالكامل صفوت حمودة حجازي مواليد عام 1963 بمحافظة كفر الشيخ «200 كم شمال القاهرة» متزوج وله 3 بنات وولد، ووالده كان متخرّجًا في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وفي عام 84 حصل حجازي على ليسانس الآداب قسم مساحة وخرائط من جامعة الإسكندرية، وكان له دور كبير في مساندة ودعم مرسي خلال ترشحه لانتخابات الرئاسة في الجولة الأولى، وجولة الإعادة ضد الفريق شفيق، ودافع بشدة عن الدستور المعطل الذي أعدته جماعة الإخوان المسلمين.
مشاركة :