تعيش أم محمد فصولا متعددة من المعاناة، بدأت منذ طلاقها، وإصابتها بأمراض مزمنة، ثم طلاق ابنتها، حتى وفاة ابنها الوحيد بمرض السكر. وعن مأساتها تقول: «كنت أعيش مع زوجي الذي رزقني الله منه بولد وبنتين حياة سعيدة، تبدلت إلى تعاسة إثر خلافات أسرية انتهت بطلاقي، فاضطررت للخروج من المنزل، والعيش في شقة قديمة بأحد الأحياء الشعبية جنوب جدة كانت قد ورثتها، غير صالحة للسكن والمعيشة بسبب ضيقها وتهالكها وعدم توفر الكهرباء والتكييف والفرش بها إضافة لانقطاع المياه، وبعد فترة تزوجت إحدى بناتي إلا أن فرحتها لم تدم طويلا فقد طلقها زوجها ليتبدد الحلم الذي كان يراودني بأن يخف همي بزواجها لتعود للعيش مع شقيقتها وشقيقها». وأضافت أم محمد أن صدمات الحياة لها لم تتوقف بل زادت عندما تعرض ابنها الوحيد لعارض صحي تمثل في مرض السكر الذي تطور لديه حتى توفي -رحمه الله- وهو مايزال في ريعان شبابه في السابعة والعشرين من عمره. وتستطرد بحرقة وهي شاردة الذهن: «على رغم ما أعانيه من آلام السكر والضغط إلا أنني أعاني من قسوة الحياة وقلة الحيلة، بعد أن أجبرتني الظروف أن عيش أسيرة للأحزان على فقد ابني ومجابهة الأمراض والصعوبات المادية ومتطلبات المعيشة، في أحد الأربطة الخيرية بجدة، بينما تعيش ابنتي المطلقة في شقة مستأجرة والأخرى مع زوجها». وتابعت أم محمد البالغة من العمر 59عاما سرد معاناتها: «على رغم عزة النفس إلا أن حالي جعلني ألين وأقبل بصدقات فاعلي الخير، فمبلغ الضمان الاجتماعي الذي اتقاضاه لايكاد يكفي لشراء أدوية الضغط والسكر فضلا عن مصاريف الطعام». وتأمل من أهل الإحسان والخير أن يتكفلوا بترميم شقتها وتوفير الأدوات الكهربائية والأثاث بها خاصة أنها تعيش في عزلة بعد طلاقها ووفاة ابنها الوحيد، كما تأمل أن تقوم الجهات المعنية بتحسين وضعها المعيشي كون ما تتقاضاه من الضمان الاجتماعي مبلغا زهيدا لايفي بمتطلبات الحياة اليومية كما أنها تحلم بتوفر مبلغا شهري لتدفع منه أجار شقة بدلا من الاستمرار في الرباط الخيري. شرح :
مشاركة :