تحت شعار "من أطفال قطر إلى أطفال العرب"، تحتفل المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي اعتبارا من يوم غد /الجمعة/ بـ"يوم الطفل العربي". وتستمر الاحتفالية حتى يوم الأحد الأول من أكتوبر المقبل، حيث يحتفل بهذا اليوم، كل عام، في ذكرى استشهاد الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، وتقام سنويا بهذه المناسبة العديد من الأنشطة والفعاليات والورش التي تعكس ثقافات من دول العالم العربي، لتعريف المجتمع بثقافات الشعوب العربية الأخرى، ولتقريب وجهات النظر، وتعزيز روابط التعايش والتفاهم مع أطفال العالم، وتسليط الضوء على أهمية الوحدة وتلاحم الشعوب العربية. وفي إطار احتفال المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي بهذه المناسبة، ينظم مركز رعاية الأيتام "دريمة"، بمشاركة مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي "أمان"، ومركز الاستشارات العائلية "وفاق"، ومركز الشفلح، ومبادرة /بست باديز/ فعاليات متنوعة، وتستمر الفعالية لمدة ثلاثة أيام، وتتضمن مسرحية، وعروضا مختلفة للدول المشاركة، وما يميزها من أزياء شعبية وغيرها للدول العربية، حيث جرى التعاون مع مدارس الجاليات العربية، للمشاركة في الفعالية، وتقديم عروض وفقرات خاصة بدولها. وتهدف هذه الاحتفالية إلى تعريف المجتمع بالهوية والثقافات العربية، ودمج الأطفال من الفئات المستهدفة للمراكز المنضوية تحت مظلة المؤسسة، وتعريفهم بثقافات الدول المشاركة، كما ستكون المناسبة فرصة لتوعية المجتمع بحقوق الطفل. وحقوق الطفل هي حق الأطفال حول العالم في البقاء والنمو والتطور، والحماية من التأثيرات السلبية والتي تعود بالضرر عليهم، والعمل على حمايتهم من سوء المعاملة ومحاولة استغلالهم بأي شكل أو طريقة، وضمان مشاركتهم الكاملة في الأسرة والحياة الاجتماعية والثقافيّة. وتنص مبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي اعتمدت وعرضت للتوقيع عليها في نوفمبر 1989، على عدم التمييز بين الأطفال بأي شكل كان، والتعاون وتضافر جميع الجهود من أجل إيجاد المصلحة الفضلى للأطفال حول العالم، وضمان حق الطفل في الحياة كجميع أقرانه حول العالم، وضمان حقه في احترام رأيه، وحقه في الرعاية الصحيّة والتعليم، بالإضافة للخدمات المدنية والاجتماعية والقانونية التي تتعلق بالطفل بشكل مباشر. ومن المؤكد أن تخصيص يوم للطفل العربي يعتبر أمرا غاية في الأهمية ودافعا نحو العمل والاجتهاد بشكل متواصل في سبيل خلق البيئة الصالحة المناسبة للأجيال الجديدة، ومعرفة مشاكلها واحتياجاتها والصعوبات التي تواجهها والعمل على تذليلها أو إزالتها وذلك لفتح المجالات والأبواب أمام الطفل العربي كي ينشأ في أفضل الظروف التي توفر له التعليم والصحة وتساعده على التميز والتطور والإبداع، فالطفل هو بذرة المجتمع الواعدة، لذا تهتم الدول والحكومات بالطفل والطفولة على هذا الأساس، فهو مستقبل البلد الواعد وبه ينهض ويتقدم. وقد أولت دولة قطر الطفل أهمية كبرى وركزت على أن يكون له دور في المجتمع فهو مفتاح التقدم والتنمية في المستقبل، ومن خلال النظر في رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل، ندرك أن طفل اليوم هو رجل الغد وبالتالي هناك إدراك تام بأهمية العناية به وتوفير جميع أشكال الدعم المطلوب لهذه الفئة. ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة في وقت بدا واضحا للجميع أن قطر وضعت الطفل دائما في محور اهتماماتها وخاصة في مجال التعليم لما لذلك من دور حيوي وأساسي في تنمية الأطفال وتمكينهم من إدراك حقوقهم والتحول إلى صانعي قرار، وتهتم الدولة بالتعليم بجميع مراحله من الحضانة وحتى التخرج في الجامعة، وتهتم جميع مؤسسات الدولة بالطفولة اهتماما كبيرا، وتضع كل الإمكانات للارتقاء بالتعليم الذي يعد حجر الأساس لكل تقدم، فقد أصبحت المدارس والجامعات القطرية تنافس مثيلاتها في الدول الراقية، كما أطلقت الدولة العديد من المبادرات مثل مبادرة "علم طفلا"، وهي مبادرة عالمية تهدف إلى إحراز تقدم جاد نحو تحقيق هدف توفير تعليم ابتدائي عالي الجودة لكل أطفال العالم وليس لأطفال قطر فقط. وكما هو واضح فإن دولة قطر من بين أكثر الدول التي تهتم بالطفل ورعايته حتى قبل الولادة، ويظهر مدى اهتمام الدولة بالطفل من خلال حرصها على تقديم البرامج الصحية الخاصة بالتوعية والإرشاد للآباء والأمهات قبل الولادة، وبرامج الفحص والتطعيمات الخاصة بالأطفال والاهتمام بالأم التي تعتبر الأساس في التربية والتعليم لكل طفل، وكذلك الاهتمام بالحضانات التي وضعت لها شروطا وضوابط صارمة من أجل توفير الرعاية اللائقة بالطفل. كما تتجسد اهتمامات الدولة بالطفل وحقوقه من خلال إنشاء العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية بحماية حقوق الطفل، وتتجلى في إنشاء مركز دريمة الذي يعنى بالأطفال الأيتام وتقديم جميع أشكال الدعم اللازم لهذه الفئة المهمة في أي مجتمع، كما تولي قطر اهتماما كبيرا ومتزايدا بمسألة تعزيز حقوق الطفل وحمايتها على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وضمان التنفيذ الشامل لأحكام اتفاقية حقوق الطفل. وتهتم دولة قطر أيضا بثقافة الطفل ومن أجلها تم إنشاء المركز الثقافي للطفولة كما تقدم العديد من الأنشطة الثقافية الموجهة للطفل، وتشمل الكتب والمنشورات الموجهة له، ومعظمها قصص مستمدة من التراث بشكل يناسب عقلية الطفل والعصر الذي يعيش فيه، كما نلاحظ أن هناك أيضا المعارض الفنية والمسابقات الأدبية والثقافية المخصصة للأطفال في الفعاليات والمهرجانات الثقافية، كما أن للمكتبات الفرعية في مختلف أرجاء الدولة أنشطة تهتم بالطفل، فهناك المسابقات الثقافية في المعلومات العامة، ومسابقات في الرسم والتلوين، ومسابقات في كتابة قصص الأطفال، ومحاضرات وندوات دينية وثقافية، تندرج في مجال اهتمام قطر بالطفل ورعايته وتجعل من قطر نمودجا يحتذى في الرعاية بهذه الفئة المهمة من المجتمع. وقد جرت العادة أن تصدر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في هذا اليوم بيانا صحفيا يعكس مدى الاهتمام الذي توليه آليات العمل العربي الاجتماعي المشترك لضمان حقوق الأطفال في المنطقة العربية والعمل على الارتقاء بأوضاعهم، فالأطفال هم الذين سيشكلون مجتمع المستقبل، ومن ثم فإن الاتجاه لهم بالعناية والرعاية العقلية والنفسية والاجتماعية هو أحد الأركان الأساسية لبناء التنمية الإنسانية، ولا يمكن خلق الفرص أمام الأجيال القادمة دون أن يكون لهذه الأجيال دور في صناعة حياتهم، ولعل هذا هو السبب في أن تتجه جهود المنظمات الدولية نحو التأكيد على حقوق الأطفال وحمايتهم، والنظر إلى حقوق الطفل باعتبارها حقوقا غير قابلة للتجزئة أو الانتقاء، وهي حقوق عالمية وعامة وموحدة ومترابطة، وقد توجت هذه الجهود بإصدار الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989. وقد انعكست هذه الاهتمامات في الوطن العربي منذ أن عقد المؤتمر العربي الأول رفيع المستوى حول الطفولة، والذي عقدته جامعة الدول العربية في تونس عام 1992، حيث تم الاتفاق على أول خطة عربية خاصة برعاية الطفولة والاهتمام بها، واستمرت من خلال جهود عربية جماعية ومحلية. كما انصبت جهود المجلس العربي للطفولة والتنمية منذ تأسيسه عام 1987 على العمل على حماية حقوق الطفل العربي، ورفع مستوى الوعي بهذه الحقوق، وكانت مبادرة "منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة"، والتي بدأت عام 2001، أحد هذه الجهود التي تؤكد على دور المجتمع المدني العربي كشريك أصيل في جهود التنمية للنهوض بأوضاع الطفولة. ;
مشاركة :