قال الخليفة عبدالملك بن مروان :إذا أحب الله يوما عبده ألقى عليه محبة للناسالموسيقار الألماني بيتهوفن له عبارة تقول (القلب المحب يسع الدنيا) والفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر عاشق الوطن هو رمز للعطاء والمحبة والتواضع وقد تجلت هذه الصفات في برنامج الليلة الذي يعرض على تلفزيون الكويت القناة الأولى حيث حل ضيفا على الإعلامية المتألقة إيمان نجم في آخر حلقة من البرنامج للدورة الحالية مساء يوم الأربعاء الموافق 27 /9 . كان اللقاء التلفزيوني رحلة في المشوار الفني للصوت الجريح عملاق الطرب عبدالكريم عبدالقادر الذي أعطى على مدى نصف قرن أحلى وأجمل الأغاني التي لاتزال خالدة مثل سرى الليل يا قمرنا وتكون ظالم وهذه في البدايات حيث تعامل مع الملحن عبدالرحمن البعيجان والموسيقار أحمد باقر فقد كانت الانطلاقة قوية فقد كان صوت الفنان الكبير بوخالد مميزا يطغى عليه الشجن المفعم بالإحساس .كان مشواره الفني عبارة عن مراحل وفي كل مرحلة يكون التعاون مع كبار الشعراء والملحنين ولعل من أشهر من تعاون معهم من الشعراء بدر بورسلي وعبداللطيف البناي والشيخ محمد بن راشد والأمير بدر بن عبدالمحسن وغيرهم من الشعراء المميزين وأما الملحنين فقد تعاون مع سليمان الملا و المرحوم راشد الخضر والفنان عبدالرب ادريس وغيرهم كثير من الملحنين المعروفين وقد تميز الفنان الكبير بوخالد بدقة الاختيار فهو لايقدم إلا الفن الراقي الذي يحترم ذوق الجمهور.كان يتفاعل مع الأحداث والظروف وكان حاضرا بفنه الجميل فقد غنى للرياضة ومنتخب الكويت في العصر الذهبي ولكن أجمل ماغنى في الوطن ولعل من الأغاني الخالدة التي غناها في حب الكويت هي أغنية (وطن النهار) التي هي محفورة في ذاكرة ووجدان كل مواطن وقد ولدت هذه الأغنية من رحم المعاناة وفي أيام الاحتلال العراقي وقد أبدع في تأليفها الشاعر بدر بورسلي وأيضا أبدع في تلحينها الفنان سليمان الملا وتعتبر من أجمل الأغاني التي سوف تبقى خالدة في الذاكرة. بعيدا عن الفن والغناء يتميز الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر بشخصية هادئة تفيض بالمحبة والتواضع والوفاء فهو في اللقاء التلفزيوني كان وفيا لكل من عمل معه طيلة مشواره الفني واثنى عليهم وشكرهم وقال لولا هؤلاء لما استمريت في الغناء والعطاء فهم أصحاب الفضل وهي صفة تدل على المعدن الأصيل لهذا الفنان الكبير.أيضا هو يشجع الوجوه الجديدة والمطربين الذين يتوسم فيهم الالتزام والعطاء والإبداع مثل المطرب مطرف المطرف حيث حضر جانبا من اللقاء وقد سلم عليه الفنان عبدالكريم عبدالقادر بحرارة وقال له أنا بمثابة والدك وأنت أمل الأغنية الكويتية ومن سوف يتسلم الراية من بعدنا وهو يشعر بالسعادة إذا غنى مطربين آخرين أغانيه فهذا دليل على نجاح وانتشار تلك الأغاني.كان للفنان الكبير بوخالد طلب من وزارة الإعلام في نهاية اللقاء وهو أن تخصص الوزارة برنامجا للفنانين الذين أثروا الساحة الفنية بالأغاني الجميلة الخالدة وكانت لهم بصمات واضحة في تاريخ الفن في الكويت فهناك مؤسسون للفن الجميل والطرب الأصيل أمثال المرحوم عوض الطوخي وسعود الراشد وعبدالله الفضالة ومحمود الكويتي وغيرهم أن يتم عرض أعمالهم والحديث عن مسيرتهم الفنية من باب الوفاء لهم والمحافظة على هوية الأغنية الكويتية يستفيد منها المطربون الجدد ويكون هناك تواصل بين الماضي والحاضر وهو اقتراح نأمل أن تنفذه وزارة الإعلام كنوع من التكريم والوفاء الرعيل الأول.تمنياتنا للصوت الجريح الفنان الكبير الاستمرار في العطاء والغناء فهناك تعطش للطرب الأصيل والفن الراقي الذي يقدمه وهناك حاجة للأغاني الراقية التي تنظف آذان المستمعين من الأغاني الهابطة والفن الذي يطغى عليه الإسفاف والابتذال فهو لازال قادر على العطاء ويعيش في قلوب محبيه وهذا هو الرصيد الحقيقي للفنان حب الجمهور وأن يرزقه الله الصحة وطول العمر حتى يقدم أفضل ماعنده ونأمل أن يكون القادم أجمل .أحمد بودستور
مشاركة :