الرفق بالحيوان في الإمارات.. رعاية خمس نجوم

  • 9/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: فدوى إبراهيمنسمع ونقرأ يومياً عن جهود الدولة في حماية الحيوانات وحقوقها، ومعاقبة من يسيئون لها ويتعاملون معها بعنف، وذلك في إطار جهود ومبادرات تردع من تسوّل له نفسه القيام بهذا السلوك، إلا أن الجهود الفردية والجماعية التي يقوم بها متطوعون شغوفون بحماية الحيوانات ورعايتها، باتت تستحق تسليط الضوء عليها، لمستوى ما يقدمونه من خدمات ورعاية تصنف 5 نجوم. جهود كبيرة وكثيرة تلك التي نشهدها يومياً، أو نلقاها صدفة على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها مجموعة «ياني» لرعاية الحيوان على «إنستجرام»، وبعد أن وصلنا لمؤسستها د. منال المنصوري «اختصاصية العناية وتجميل البشرة»، تعرفنا إلى هدفها من التأسيس وهو الرعاية والعناية بالحيوانات السائبة وعلاجها من الإصابات والأمراض، حيث يتعرض كثير منها إلى حوادث تفقدها القدرة على مواصلة حياتها طبيعياً. وتقوم المجموعة على إنتاج عدد من الفيديوهات ونشرها عبر حساباتها على الإنترنت ترفض حالات عنف ضد الحيوانات، وبعضها أسهم في القبض على مرتكبيها، من بينها قصة شاب عذّب قطة بضربها في الجدار ساخراً منها، وآخر قدّم مثلها إلى كلب ليفترسها، وذلك بعرض جائزة مالية لمن يدل على شخصيتهما، وفعلاً تم الوصول إليهما خلال ساعات. وتعمل المجموعة بجهود تطوعية من خلال أعضائها الذين يفوق عددهم ال100، وتتعاون على إطعام الحيوانات السائبة وتحديداً القطط في الأحياء، وإيواء بعضها وتقديم الرعاية الصحية لها. وحول ذلك تقول المنصوري: «آوي في منزلي عدداً من القطط وغيري الكثير من المتطوعين، حيث نقدم لها الرعاية الصحية، وتفدنا بلاغات عن أخرى مصابة بحوادث ومشاكل صحية، من بينها قط تعرض لإطلاق عيار ناري أسفل القلب من أحدهم، فقمنا بإسعافه، وتم إجراء عملية «قلب مفتوح» له في أحد المستشفيات. وكذلك نعمل على إطعام ما يقارب ثلاثة آلاف قط يومياً ليلاً من الساعة 11 مساء». وتناشد المنصوري بتفعيل قوانين إيواء الحيوانات والتجارة بها وخاصة إلكترونياً، وتربيتها، وإجبار تركيب شرائح إلكترونية تحت جلد كل حيوان أليف، وأهمها القطط.ثقافة العنفيشير محمد الزرعوني مؤسس «بوش باوز» الملجأ والفندق المتخصص برعاية الحيوانات، إلى أن الرفق بها جزء من قيم وعادات الإماراتيين، وما قد نراه من سلوكات شاذة في التعامل معها من قبل بعض الشباب الطائش، ما هو إلا سلوك دخيل وافد ليس في ثقافة من يمتلك وازعاً دينياً وسلوكاً إنسانياً. وحول جهوده ومن معه في رعاية الحيوانات، يقول: «بدأت منذ العام 2008 وحتى 6 سنوات، وتخصصنا برعاية الأنواع السائبة، والتي تخلى عنها أصحابها تطوعاً دون أي مقابل، وكانت البداية في الشارقة، ثم أصبح لدينا متطوعون من الشباب وطلبة المدارس خارج أوقات الدراسة، يسهمون في تهيئة الرعاية بالحيوانات، واستمر ذلك حتى صادفنا بعض الإعاقات، منها تعرض حمار لقطع في ساقه نتيجة حادث، وفقدان بعض الطيور لريشها الذي يساعدها على الطيران، فصرنا نكثف جهودنا الطبية، ووصلنا لمرحلة تزايد الأعداد بشكل يفوق قدرتنا، فتعاونا مع جهات مختصة لترعاها بأسعار مخفضة بدلاً عنا».وفي العام 2012 تحوّل «بوش باوز» إلى فندق لإقامة القطط والكلاب في دبي، ويعرض بعضها للتبني في يوم مفتوح دون مقابل مادي، باعتبار المؤسسة ضد مبدأ التجارة بالحيوانات، بحسب الزرعوني، بل ولديهم فريق مختص بالبحث عن تلك التي فقدها أصحابها أو سرقت منهم وتأهيلها، وحين تشك إدارة الفندق بأن بعضها لغرض التجارة أو استخدامها في حالات عنف أو استعراض يتم التبليغ عن أصحابها. ويشير الزرعوني إلى أنه يتمنى من السلطات المختصة أن تمنح تخويلاً لأصحاب المبادرات للحد دون إيذاء الحيوانات من قبل البعض. رفاهية وتبنٍيعتبر فندق «كلاود 9»، مثالاً ليس فقط للرفق بالحيوان، بل للعناية به وتدليله، حيث أتم خمس سنوات منذ افتتاحه بمدينة خليفة في أبوظبي، وذلك على يد الشابة عفراء الظاهري، التي تحدثنا عن التجربة، قائلة: «كانت رغبتي الحقيقية إنشاء ملجأ خاص للقطط، إلا أنني لم أحصل على الدعم الكافي الذي يمكنني من ذلك، فقمت بفتح فندق للكلاب والقطط حتى يعينني مادياً على تحقيق هدفي، ولاقت الفكرة نجاحاً كبيراً، في استضافة أنواع الحيوانات الأليفة التي يربيها الأفراد، بالإضافة إلى قسم خاص لإيواء التي ليس لها معيل، فبمجرد أن أجد حيواناً سائباً أو مريضاً وبحاجة لمن يساعده أقوم بجلبه إلى الفندق، ويقوم الفريق الطبي المختص من خلال العيادة البيطرية بعلاجه أو إيوائه، ومن ثم عرضه عبر منصتي في فيس بوك للتبني»، وتشير الظاهري إلى أن الفندق يتضمن غرفاً على أعلى مستوى، ومحل إكسسوارات، وحلاقة، وعيادة بيطرية، وقسم التبني، بالإضافة لخدمة جلب وتوصيل الحيوانات إلى ملاكها، وتقديم الخدمات لها في المنازل، مع ورش ومحاضرات حول الرفق بها من خلال استقبال أطفال الحضانات، والذهاب إلى الطلبة في أماكن الدراسة. منوهة بأن حبها للحيوانات الأليفة نما معها منذ الطفولة، حيث كانت تربي السلاحف والأرانب والقطط. وتشير الظاهري إلى أن فكرة العناية الفندقية بالحيوانات الأليفة استقطبت الكثيرين من مربيها، حيث هناك فرصة لحضانتها خلال اليوم الواحد بدون إقامة، أو استقبالها للإقامة، وهو ما نراه بكثرة خلال فترة سفر أصحابها، أو خلال إجازة آخر الأسبوع.أنشطة وتوعيةتعتبر حديقة الإمارات للحيوانات، المكان المثالي الحاجز مع الأطفال، وحول ذلك يحدثنا الدكتور وليد شعبان مدير الحديقة، قائلاً:«يعتبر الرفق بالحيوان واحداً من الأسباب التي تدعونا بشكل دائم لمحاولة التعريف بها وتقريبها للأطفال والكبار، وذلك من منطلق إنساني وديني، من خلال التوعية بطرق وأساليب عدة، وأول ما نبادر بتعريفه أن الحيوان روح، ولديه متطلبات، وذلك لخلق حالة التعاطف مع تلك الكائنات، والتوعية بأهمية وجودها في الحياة للحفاظ على النظام البيئي، لأن لكل منها دوراً في الكون». وعن أبرز الأساليب التي تخاطب بها الحديقة الزوار وبالأخص الأطفال، أولها حديث الحارس، الذي يقدم يومياً معلومات عن الحيوان وإن كان مهدداً بالانقراض، وأسباب ذلك التهديد، والإجراءات المتبعة. وتعتبر العروض التي تختلف تماماً عن السيرك، واحدة من الأساليب التي يبرز فيها السلوك الطبيعي باستخدام التحفيز الإيجابي. وثالثها الإثراء البيئي وتعريف الزوار بطرق هذا الحيوان للتعايش في الطبيعة.ويشير شعبان إلى أنشطة خارجية تقوم بها الحديقة بواسطة مرشدين بيئيين، وأن تقريب الأطفال من الحيوانات والتعامل معها برفق وعطف هو أسلوب يمكن البدء به من عمر 4 -12 سنة، بينما الأطفال دون هذا العمر من الطبيعي أن يشعروا بالخوف، وهنالك برامج مخصصة للمتطوعين يتعلمون من خلالها الكثير عن الحيوانات والعمل مع المشرفين عليها. بالإضافة إلى زيارات الأطفال ببرامج المدارس، حيث تستقبل الحديقة يومياً ما يصل إلى 800 طفل في عمر رياض الأطفال.

مشاركة :