اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم (الخميس)، فصائل تقاتل مع القوات العراقية بارتكاب انتهاكات خلال المعارك التي تخوضها ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة سارة ليا ويتسون: «في الوقت الراهن، يبدو أن الحكومة العراقية استعانت بالجميع في هذه المعارك الأخيرة ضد داعش». واضافت: «في الوقت الذي تحتاج فيه القوات العراقية إلى كل مساعدة ممكنة، على الحكومة ألا تسمح للقوات المسيئة بانتهاز هذه الفرصة لارتكاب مزيد من الانتهاكات». وقالت ويتسون إن «القوات العسكرية العراقية تنصب نفسها مكان السلطات القانونية، فهي تلعب دور المحقق، والقاضي، والجلاد مع المشتبه بأنهم عناصر داعش»، مشددة على انه «اذا أراد العراق أن يتميّز كدولة تخضع لسلطة القانون، عليه أن يسيطر على هذه القوات المسيئة». وقالت المنظمة الحقوقية إنه على رغم التعهدات بعكس ذلك، كان رئيس الوزراء حيدر العبادي يسمح لفصائل الحشد الشعبي «بدور أكبر ليس فقط في القتال ولكن أيضا في التدقيق الامني واحتجاز الأشخاص أثناء العمليات العسكرية». ونقلت «هيومن رايتس» أحداث عملية نفذها الحشد الشعبي في 21 أيلول (سبتمبر) الجاري في قرية تبعد 40 كيلومترا عن مدينة الحويجة شمال البلاد. ونقلت شهادات خمسة قرويين أفادوا بأن قوات «الحشد الشعبي» دعت المتعاونين مع تنظيم «داعش» إلى الاستسلام، فاستسلم أربعة اقتيدوا إلى خارج قرية سيحة عثمان، وهي قرية تقع على بعد 85 كيلومترا جنوب الموصل. وقال والد أحد هؤلاء إنه سمع «اطلاق نار» في حين قال الآخرون إنهم سمعوا «إشاعات تشير الى مقتلهم». وقال القرويون في المقابلات إن «أحد الرجال الذين استسلموا مبتور الأطراف ويستخدم الكرسي المتحرك، ويعاني من ضعف البصر، كان يعمل في المسجد المحلي أيام داعش وتعاون مع التنظيم خلال سيطرته على المنطقة». وقالت المنظمة ان عائلات الرجال لم تتلق معلومات عن مصيرهم، وأضافت أن 25 من رجال القرية أوقفوا ليوم واحد وتعرضوا لـ«الضرب بأعقاب البنادق». ودعت المنظمة السلطات العراقية «الى التحقيق في كل شبهة بارتكاب جريمة» ولا سيما «شبهات التعذيب والتصفية والاختفاء القسري وغيرها من التجاوزات أيا كان الطرف الذي ارتكبها». تمثل الحويجة آخر معقل لتنظيم «داعش» في شمال البلاد بعد استعادة السيطرة على مدينة الموصل، لكن التنظيم لا يزال يسيطر على مناطق تقع في محافظة الانبار غرب البلاد. في تموز(يوليو) الماضي، بعد استعادة مدينة الموصل، اتهمت «هيومن رايتس» وحدة في الجيش العراقي دربتها القوات الأميركية بتصفية سجناء في المدينة.
مشاركة :