الامم المتحدة (الولايات المتحدة) (أ ف ب) - حض الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش قادة بورما على إنهاء "الكابوس" الذي يعيشه لاجئو الروهينغا الفارون من العمليات العسكرية وذلك بعد مصرع 19 شخص على الاقل غرقا ومخاوف من ارتفاع هذا العدد اثر انقلاب مركبهم قبالة سواحل بنغلادش. وتدفق اكثر من نصف مليون من الروهينغا المسلمين على بنغلادش الشهر الماضي هربا من حملة عسكرية للجيش البورمي على متمردين من الروهينغا، احرقت خلالها قرى في انحاء ولاية راخين شمال بورما. وغرق عشرات اثناء محاولة عبور الانهار التي تفصل بين الدولتين، فيما يواجه الناجون منهم مخاطر اخرى. وهم يتكدسون في مخيمات بائسة تعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة. ودفعت الازمة الانسانية المتفاقمة مجلس الامن الدولي الى عقد اول اجتماع له حول بورما في ثماني سنوات، رغم عدم اتفاق الدول الاعضاء على قرار مشترك. وهاجمت الولايات المتحدة الجيش البورمي لمحاولته "تطهير البلاد من اقلية عرقية" فيما عرضت بكين وموسكو الدعم لسلطات بورما التي ترفض بشدة الاتهامات بالتطهير العرقي. وفي مداخلة امام المجلس الذي يضم 15 عضوا، حض غوتيريش السلطات البورمية على وقف العمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات الانسانية الى المنطقة المضطربة بغرب البلاد. وقال "إن الوضع تدهور واصبح الازمة الاكثر تسارعا للاجئين وكابوسا انسانيا وفي مجال حقوق الانسان"، داعيا الى السماح للذين فروا من النزاع بالعودة الى ديارهم. وحذر الامين العام من انه اذا لم يتم "وضع حد لهذا العنف الممنهج" فان العنف يمكن ان "يمتد الى وسط ولاية راخين حيث قد يضطر 250 الف مسلم اضافي الى الفرار". وجاءت اقوى الانتقادات من السفيرة الاميركية نيكي هايلي التي اتهمت السلطات البورمية بشن "حملة وحشية ومستمرة لتطهير البلاد من اقلية اتنية". واضافت "يجب ان يخجل القادة البورميون الكبار الذي ضحوا بالكثير في سبيل بورما منفتحة وديموقراطية"، في توبيخ على ما يبدو للحاكمة الفعلية لبورما اونغ سان سو تشي، التي تضررت سمعتها كمناضلة في مجال حقوق الانسان بسبب الازمة الحالية. غير ان بورما تلقت دعما قويا من روسيا والصين الحليفة المقربة والشريكة التجارية الرئيسية. وقال ممثل الصين هو هايتاو ان "المجتمع الدولي يجب ان يدرك الصعوبات التي تواجهها الحكومة البورمية، وان يتحلى بالصبر ويقدم لها المساعدة". واضاف السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا "يجب ان نكون حذرين جدا عندما نتحدث عن تطهير اتني وابادة" في دعم لموقف الحكومة البورمية التي تتهم متمردي الروهينغا "باحراق قرى". وأحرقت مئات القرى في ولاية راخين شمال بورما الشهر الماضي، فيما تقول مجموعات حقوقية انها عملية يقودها الجيش لطرد الاقلية المحرومة من الجنسية وتواجه الاضطهاد منذ عقود. وتنفي بورما البوذية في غالبيتها، الاتهامات ودافعت عن عملياتها العسكرية بوصفها حملة متناسبة على المتمردين الروهينغا الذين ادت هجماتهم على مواقع للشرطة في 25 آب/اغسطس الماضي الى الرد العسكري. وتمنع السلطات الوصول الى بؤرة النزاع لكنها وافقت هذا الاسبوع على السماح بزيارة للامم المتحدة الى منطقة النزاع. وتم تأجيل الزيارة الى الثاني من تشرين الاول/اكتوبر بسبب الاحوال الجوية السيئة، بحسب وسائل الاعلام الحكومة الجمعة. - مأساة مركب - مأساة غرق المركب هي الاخيرة في سلسلة من الحوادث المشابهة التي تعرض لها لاجئون يفرون الى بنغلادش حيث يتكدسون في خيم عشوائية وسط نقص حاد في جميع المواد الاغاثية. وقال شهود عيان وناجون ان المركب الذي انقلب الخميس كان على بعد بضعة امتار عن الساحل وفي مياه هائجة بسبب الامطار الغزيرة والرياح القوية. ويخشى ان ترتفع حصيلة القتلى بشكل كبير بعد ان قالت منظمة الهجرة الدولية ان نحو مئة شخص غالبيتهم من الاطفال كانوا على متن المركب على الارجح. وقال المسؤول في خفر السواحل ناصر الدين ان جثث 16 شخصا، غالبيتهم من الاطفال، عثر عليها الخميس واحضرت الى مدرسة محلية. واضاف انه تم العثور على جثتي صبيين صباح الجمعة فيما عثر على جثة امرأة على الشاطئ في مكان آخر. وقال محمد سهيل صاحب متجر في المنطقة "غرقوا امام اعيننا. بعد دقائق جرفت الامواج الجثث الى الشاطئ". وقال احد الناجين المصدومين لوكالة فرانس برس ان زوجته واحد اولاده قضيا في غرق المركب. وقال نور السلام الذي انطلق من قرية ساحلية في بورما في ساعة متأخرة الاربعاء مع اسرته متوجهين الى بنغلادش "ارتطم المركب بشيء ما تحته عندما اقترب من الشاطئ ثم انقلب".سام جاهان, فيليب ريتر في الامم المتحدة © 2017 AFP
مشاركة :