الجزائر تحيي الذكرى الثانية عشرة لإقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية بهدف إنهاء عهد العشرية السوداء الذي صادق عليه الشعب في سبتمبر 2005.العرب [نُشر في 2017/09/29، العدد: 10766، ص(4)]الشعب اختار الوطن الجزائر - تحيي الجزائر الجمعة الذكرى الثانية عشرة لإقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية بهدف إنهاء عهد العشرية السوداء. وصرح بوجمعة لطفي النائب العام لدى مجلس قضاء جيجل (شرق)، الخميس، بأن “إجراءات المصالحة الوطنية لا تزال سارية إلى الآن”. وقال في تصريحات للإذاعة الجزائرية إن “المصالحة الوطنية مشروع وطني متجدد”. وأضاف أن الإجراءات والقوانين التي وضعت في هذا الشأن “كانت استثنائية وبديلة هدفت إلى تعزيز السلم والأمن في البلاد”. وأفاد بأن الجزائر اعتمدت مقاربة لمكافحة الإرهاب “تقوم على مبدأ المكافحة القانونية والأمنية، وتماشيا مع هذا نجد سياسة المصالحة والتي بدأت بالوئام المدني ومرافقة التائبين”. وصادق الشعب الجزائري في استفتاء أجري في 29 سبتمبر 2005 بنسبة تجاوزت الـ97 بالمئة على اعتماد ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وبدأ تنفيذ الميثاق بوصفه قانونا في 28 فبراير 2006. وقدم بوتفليقة ميثاق السلم والمصالحة الوطنية بهدف إنهاء الحرب الأهلية الجزائرية والتي تسمى “حرب العشرية السوداء في الجزائر” من خلال منح عفو عن أعمال العنف التي ارتكبت أثناءها. واندلعت الحرب الأهلية بعد أن أوقفت السلطات العسكرية الجزائرية أول انتخابات ديمقراطية وطنية في أوائل تسعينات القرن الماضي للحيلولة دون فوز الإسلاميين بالانتخابات. ويقدر عدد الضحايا الذين خلفتهم العشرية بنحو 200 ألف قتيل أو مفقود جزائري وفقا لإحصائيات شبه رسمية. وفي تسعينات القرن الماضي، تداول على كرسي الحكم عدة زعماء من بينهم محمد بوضياف وعلي كافي واليامين زروال وقدموا مشاريع إصلاح. واقترح بوتفليقة مشروع الوئام الوطني سنة 1999، ليأتي على أنقاضه مشروع المصالحة الوطنية. وتراجع العنف بين منتصف وأواخر تسعينات القرن العشرين بعد حملة حكومية ناجحة، لكنه لا يزال يحصد العشرات من الأرواح كل عام، ومازالت بعض المنظمات المتطرفة تهاجم أهدافا حكومية ومدنية.
مشاركة :