واشنطن ترحب بموقف بكين الجديد من كوريا الشمالية 

  • 9/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعدما انتقدتها طويلا، رحبت واشنطن بموقف بكين حيال كوريا الشمالية، في ما يشير إلى أن العلاقات التي تشهد توترا كبيرا بين البلدين، تمر بمرحلة تحسن جديدة على ما يبدو. وتوجه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الخميس، إلى بكين، حيث سيلتقي الرئيس شي جينبينج ومستشار الدولة يانج جيشي، أرفع دبلوماسي في البلاد، ووزير الخارجية وانج يي، بهدف الإعداد لأول زيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني في إطار جولة آسيوية. وقبيل مغادرته واشنطن، تحدث تيلرسون في افتتاح منتدى “للحوار الاجتماعي والثقافي بين الولايات المتحدة والصين” بحضور نائبة رئيس الوزراء الصيني ليو واندونج في واشنطن، وقال إن “كوريا الشمالية ستكون بالتأكيد أحد المواضيع المطروحة على طاولة البحث”. وكانت العلاقات بين واشنطن وبكين تحسنت في الأشهر الأخيرة على وقع التجارب النووية والبالستية لبيونجيانج وخلال حملته الانتخابية ثم بعد توليه الرئاسة، انتقد ترامب الصين ثم أشاد بنظيره الصيني شي جينبينج “القائد الكبير”، الذي استقبله “كصديق” في مارا-لاغو في أبريل/ نيسان الماضي. في منتصف أغسطس/ آب، هاجم ترامب علنا الشريكة الاقتصادية الرئيسية لكوريا الشمالية، معتبرا أنها “تستطيع أن تبذل مزيدا من الجهود” لإقناع نظام كيم جونج-أون بالتخلي عن القنبلة الذرية، بينما استخدمت واشنطن سلاحها التجاري بالإعلان عن تحقيق يستهدف بكين في ملف الملكية الفكرية. لكن منذ ذلك الحين تبدلت اللهجة. وقال ترامب، الثلاثاء، “أحيي الصين لأنها قطعت كل صلاتها المصرفية مع كوريا الشمالية”، وذلك بعد أسبوع على إشادته بهذا الإجراء “الشجاع جدا” و”غير المتوقع”، في إشارة إلى رفض المصارف الكبرى في الصين التعامل مع زبائن كوريين شماليين. في الوقت ذاته، وافقت الصين على فرض عقوبات تزداد قسوة على كوريا الشمالية، ونجاح استراتيجية “الضغط الأقصى” هذه مرتبط بتطبيق العقوبات من قبل الصين، بينما تؤكد واشنطن منذ بعض الوقت أن الأمور تتحرك. خطوات هائلة كانت وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت في بداية سبتمبر/أيلول، أن “هناك أمورا تحدث في الكواليس تمنحنا أسبابا  للتفاؤل”.  ورحبت الأربعاء “بالخطوات الهائلة في الاتجاه الصحيح”، بينما اعترفت مسؤولة شرق آسيا في الخارجية الأمريكية سوزان ثورنتن أمام لجنة في مجلس الشيوخ الخميس بأن بكين “اتخذت مؤخرا إجراءات جديدة” في الاتجاه الصحيح. وفي الواقع، وطبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي، أعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن الشركات المفتوحة من قبل كيانات أو مواطنين من كوريا الشمالية في الصين يجب أن تغلق بحلول يناير/ كانون الثاني المقبل. وأوضحت الوزارة، أن “الشركات المشتركة الصينية الأجنبية والشركات ذات رؤوس الأموال المشتركة أو الأجنبية، التي فتحت في الصين من قبل كيانات أو أفراد كوريين شماليين يجب أن تغلق خلال 120 يوما” من تبني القرار 2375 من قبل مجلس الأمن الدولي في 11 سبتمبر/أيلول. وكانت الوزارة أعلنت، السبت، أن بكين ستحد من صادراتها من المنتجات النفطية المكررة إلى بيونغ يانغ بدءا من مطلع أكتوبر/ تشرين الأول. وقال جيفري بادر، من المجموعة الفكرية بروكينجز اينستيتيوشن، “يبدو أن الصين غيرت موقفها من كوريا الشمالية فعليا هذه المرة”. وأضاف أن بكين تتحرك في مواجه خطر أن تعزز اليابان وكوريا الجنوبية تحالفهما العسكري مع الولايات المتحدة، وكذلك القدرات الدفاعية لكل منهما. لكنه أشار أيضا، في مقال، إلى أن ذلك يأتي أيضا ردا على ما يعتبره الصينيون “وقاحة” من قبل بيونجيانج التي قامت بأقوى تجربة نووية لها “في اليوم الذي كان شي جينبينج يستقبل فيه قمة مهمة” للقوى الناشئة. وقد يكون التهديد بفرض عقوبات أمريكية محتملة على المصارف الصينية لعب دورا أيضا، وتحدث ترامب الأسبوع الماضي عن مرسوم يمهد الطريق لإجراءات من هذا النوع لخصته واشنطن بجملة واحدة: إما أن تبرموا الصفقات التجارية معنا أو مع كوريا الشمالية، يجب الاختيار. وقال جيفري بادر، إن “إدارة ترامب ساعدت في تنظيم هذا التغيير في الصين، وإن كانت الأسباب إقليمية أو داخلية”، معبرا عن أمله في ألا تخرب التصريحات الصاخبة للرئيس الأمريكي هذا التقدم. وفي الواقع تواصل بكين الدعوة إلى حل دبلوماسي للأزمة وتنظر باستياء كبير إلى التهديدات العسكرية مثل “النار والغضب” أو “التدمير الكامل” لكوريا الشمالية.

مشاركة :