جاء ذلك في بيان صادر عن المرصد، تلقت الأناضول نسخة منه، اليوم الجمعة. والأحد الماضي، زعم جيش ميانمار عثوره على مقبرة جماعية لـ 28 جثة تعود لهندوس، بينهم أطفال ونساء، قتلوا في أعمال عنف بأراكان، متهما مسلمي الروهينغا بـ "ارتكاب المجزرة". واتهم المرصد حكومة ميانمار بـ "محاولة إشعال فتيل العنف بين المسلمين والهندوس بطريقة خبيثة، عبر اتهام المسلمين بقتل مدنيين من الهندوس". وشكك المرصد الروهنغي في الصور التي نشرتها حكومة ميانمار، قائلا إنها "تثير أسئلة عديدة للمتابعين". وسرد عددا من الأدلة التي قال إنها تؤكد "كذب الحكومة وتلفيقها تهما باطلة للمسلمين، من أجل إدخال طرف جديد في قضية الروهنغيا ومحاولة إضاعة وتشتيت الجهود التي تحاول حل هذه القضية". وأوضح أنه "أجرى لقاء مع أحد السكان المحليين من المنطقة التي قالت الحكومة إنها عثرت فيها على جثث الهندوس، وأفادوا بأن المسلمين والهندوس يعيشون في سلام بهذه المنطقة منذ فترة طويلة، ولم يحدث أبدا أي خلاف بين الطرفين". وأضاف أن "اتفاق المسلمين والهندوس في كثير من العادات والمعاملات تستبعد أن يكون المسلمون هم من ارتكبوا هذه الجريمة، لا سيما وأنهم يفرون من الحملة العسكرية التي تشنها القوات الحكومية والمتطرفون البوذيون". وتساءل المرصد عن "كيفية معرفة الحكومة للأشخاص المقتولين بأنهم من الطائفة الهندوسية ولا توجد أي دلائل تشير إلى ذلك، لا سيما وأن وجوه المقتولين غير واضحة بسبب تعفن الجثث، وملابسهم شبيهة بنفس ملابس المسلمين". وأبدى اندهاشه واستغرابه من "عثور الحكومة على هذه الجثث فجأة في منطقة نائية بأراكان". وأضاف "هناك مئات الجثث التي أحرقت وتركت في ولاية أراكان للمسلمين الروهنغيا، ولم يحدث أن تحدثت الحكومة عنها أو أعلنت أنها عثرت على جثث للمسلمين، فلماذا تتحدث عن هؤلاء بهذه الطريقة؟". وأكد المرصد الحقوقي أنه من خلال متابعته تبيّن أن "نساء هندوسيات في أراكان وأخريات هربن إلى بنغلادش، أفدن بأن أزواجهن قتلوا في الحملة العسكرية التي شنتها قوات ميانمار مع المتطرفين البوذيين". وأشار إلى "عدم وجود أي شكوى من هندوس بمقتل نساء منهم، وهو على خلاف ما أعلنته الحكومة في اتهامها". واتهم المرصد الحكومة الميانمارية بـ "محاولة استثارة الهند والهندوس فيها باتهام المسلمين بقتل أبناء من الطائفة الهندوسية من أجل الحصول على مزيد من الدعم الهندي في قضية قتل وتهجير المسلمين الروهنغيا للتغطية على الجرائم التي ارتكبت بحقهم". ودعا العالم والمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام إلى "التفطن لهذه الحيل التي تمارسها حكومة ميانمار وعدم الانجرار وراءها". ومنذ 25 أغسطس / آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع مليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، أسفرت عن مقتل آلاف وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء، بحسب ناشطين محليين. وفي 19 سبتمبر / أيلول الجاري، دعت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" الحقوقيتان الدوليتان، مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على حكومة ميانمار لوقف التطهير العرقي بحق الروهنغيا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :