عزيز خيون: الفنان العراقي صاحب مشروع رغم معاناته

  • 9/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يصف المخرج والممثل عزيز خيون حياة الفنان العراقي الآن بأنها “صعبة ومُرة” بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تعانيها بلاده لكنه رغم ذلك يتمسك بوطنه ويملك دوما مشروعا فنيا يسعى من أجل تحقيقه. وقال خيون الذي ولد في إحدى قرى الرفاعي بمحافظة ذي قار في جنوب العراق عام 1947 في مقابلة “حياة الفنان العراقي بشكل خاص والمواطن العراقي الآن حياة صعبة، حياة مرة، لما يتهدده من أخطار وما يعانيه لتدبير شؤون حياته اليومية”. وأضاف “أحتاج إلى سقف يأويني، أحتاج إلى مدخول يومي يكفيني لعائلتي وأن أعيش بكرامة، أحتاج حرية واحتراما، هذا الحد الأدنى من المطالب والاحتياجات للأسف لم يتحقق لكن هذا لا يعطينا عذرا في أن نغادر العراق كما يفعل البعض إنما يمنحنا جلدا وعنادا ومقاومة في أن نلصق بهذا التراب أيا كانت الظروف”. وتابع قائلا “العراق ليس سوبر ماركت ولا فندقا تغادره متى شئت أو حقيبة تحركها أنى شئت، هذا وطن في هوائه ومائه وفي ناسه ومراعيه، وأنا أفتخر أني تعلمت بهذا الوطن ونشأت فيه”. وتخرج خيون في أكاديمية الفنون الجميلة بالعراق قسم المسرح 1973/1972 وعمل في بداية حياته بالإذاعة ومنها إلى المسرح ثم السينما والتلفزيون ليقدم حتى الآن أكثر من 70 مسرحية إضافة إلى رصيد وافر من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية. ويعتبر خيون حرصه وإصراره على تعلم الفن بالعراق في نهاية الستينات ومطلع السبعينات أحد روافد فخره واعتزازه ببلده وهو ما لمسه لاحقا في عيون الكثير من زملائه العرب والنقاد. ولا تقف معاناة الفنان العراقي داخل حدود وطنه بل تمتد إلى محيطه فيجد العقبات والعراقيل عند كل محاولة للتواصل مع الآخر وتقديم فنه خارج العراق. وقال خيون “الفنان العراقي يعاني معاناة كبيرة اليوم حتى يدخل أي بلد أو يحصل على تأشيرة السفر. ننتظر بالأيام والأسابيع للحصول على تأشيرة، وبعد الحصول عليها والسفر نجد بانتظارنا نظرات ترقب وأوامر بالانتظار بالساعات في المطار حتى تتم المراجعات الأمنية والإجراءات الأخرى”. ورغم هذه المصاعب يؤمن خيون بأن الفنان لا يمكن أن يحيا بدون مشروع فني يعمل على تحقيقه وإخراجه للنور حتى ولو تكبد المشقة من أجله. وكشف عن امتلاكه عدة مشاريع في اتجاهات مختلفة. وقال لرويترز “فنان بدون مشروع.. هذه مفارقة. حياة الفنان الآن مهددة ومدمرة لكن هذا لا يعفيه من مشروع. هو اختار أن يكون مسرحيا، لا نجارا، ولا حدادا، ولا أستاذا جامعيا، ولا موظفا.. أنت مسرحي وعليك أن تحقق ذاتك”. ومن بين أعماله المؤجلة نص مسرحي بعنوان (نقش حنا) ونص آخر مأخوذ عن عمل للروائي اليوناني سوفوكليس مكتوب برؤية معاصرة كما يتطلع إلى تقديم عمل عن شخصية السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب أخت الحسن والحسين حفيدي النبي محمد لكنه سيقدمه من منظور إنساني بحت وليس من منظور ديني. كما يستعد لإصدار ديوان شعري بعنوان (عراقي) وكتاب يتضمن تجاربه ومشاهداته وآرائه في المسرح والحياة تحت عنوان (عش النورس) يقول إنه استمد اسمه من طائر النورس الذي يعيش فوق الماء ولا يملك عشا.

مشاركة :