طفلة ترفع لافتة أثناء مسيرة لرفع الحصار عن الروهينغا عقب صلاة الجمعة في الفيليبين(رويترز)المجلة: لندن طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس في اجتماع لمجلس الأمن بـ«وقف العمليات العسكرية» في بورما منددا بـ«كابوس إنساني». كما طالب غوتيريش الخميس الحكومة البورمية بإتاحة وصول المساعدة الإنسانية إلى منطقة النزاع و«عودة آمنة وطوعية وبكرامة ودائمة» للاجئين الروهينغا الذين فروا إلى بنغلادش. ويشهد مجلس الأمن الدولي انقساما بشأن ملف بورما، حيث تدعم روسيا والصين سلطات بورما التي تنفي ضلوعها في تطهير عرقي. وقتل أو فقد 60 شخصا من الروهينغا على الأقل الخميس في البحر وهم يحاولون اللحاق بنصف مليون من اللاجئين في بنغلادش المجاورة لبورما، بحسب الأمم المتحدة التي أشارت إلى «كابوس إنساني» فيما أصبح أحد أكبر مخيمات اللاجئين في العالم. وكان المركب انطلق مساء الأربعاء من قرية ساحلية في ولاية راخين مركز أعمال العنف في بورما، وغرق المركب غير بعيد من اليابسة بسبب أمطار موسمية غزيرة. وقال شونا مياه (32 عاما) الذي كان يأمل في إبعاد أسرته عن العنف الذي اندلع قبل شهر بين جيش بورما ومتمردين من الروهينغا: «نجت زوجتي وابناي الاثنان لكني فقدت بناتي الثلاث». وتم جمع جثث ضحايا حادث الغرق تباعا في مدرسة قريبة من شاطئ كوكس بازار، ويتم وضع الجثث على الأرض وتغطى بما توفر وسط الأهالي الذين أتوا للتعرف على موتاهم. وعثر على 23 جثة في حين اعتبر 40 شخصا مفقودين أو يرجح أنهم غرقوا، بحسب ما أعلنت الجمعة المنظمة الدولية للهجرة من جنيف، ما رفع الحصيلة من 19 إلى أكثر من ستين، وأشارت المنظمة إلى وجود 50 طفلا بين الركاب. ونددت الفيدرالية الدولية لجمعيات الصليب الأحمر الجمعة بالمخاطر الصحية والوبائية مع وجود آلاف حالات الإسهال الحاد المرتبطة بظروف صحية كارثية. وقال مظهر الحق الأمين العام للهلال الأحمر ببنغلادش: «إن مستشفياتنا المتنقلة تعالج عددا متزايدا من الناس وخصوصا من الأطفال، الذين يعانون من إسهال فظيع». وأشار الصليب الأحمر الدولي إلى أنه في بعض المخيمات هناك دورة مياه واحدة لمئات الأشخاص ما يؤدي إلى تراكم الأوساخ البشرية في كل مكان. وهناك شحنة من 900 ألف لقاح ضد الكوليرا في طريقها حاليا إلى المخيمات حيث تخشى المنظمات غير الحكومية تفشي وباء. وقدر الصليب الأحمر حاجات الماء لنصف مليون شخص تكدسوا في المخيمات العشوائية، بـ3.6 مليون لتر يوميا. يضاف إلى ذلك أن اللاجئين أتوا من منطقة هي من أفقر مناطق بورما ويصلون في حالة إعياء وضعف. وقالت المفوضية السامية للاجئين الجمعة إن واحدا من خمسة منهم يعاني من سوء تغذية شديد. ويتبادل متمردو الروهينغا والجيش البورمي المسؤولية عن الفظاعات المرتكبة منذ نهاية أغسطس (آب) من حرائق القرى وقتل مدنيين. وبقيت دعوات الأمم المتحدة لإنهاء القمع وفتح ممرات إنسانية والسماح بعودة الروهينغا إلى بلادهم، حتى اليوم مجرد دعوات. وتتعرض الزعيمة البورمية أونغ شأن سو شي الجائزة نوبل للسلام، لانتقادات شديدة لإدارتها للأزمة التي حاججت المشاعر المعادية للمسلمين في بورما التي يشكل البوذيون أكثر من 90 في المائة من سكانها. ومن المقرر أن يزور ممثلون عن وكالات الأمم المتحدة بورما الاثنين المقبل. ولا تسمح سلطات بورما للروهينغا أكبر مجموعة محرومة من الجنسية في العالم، بالعمل أو الخدمات العامة مثل المدارس والمستشفيات في بورما.
مشاركة :