يقول ملك الساعات الفاخرة ريتشارد ميل ان نمو ساعات أبل ونجاحها لا يشكل تهديدا لأعماله. ويضيف «أنا بحق لست قلقا. فساعات أبل تقع ضمن فئة سعرية لا أعمل ضمنها». في حين أن نمو الساعات الذكية وأبل ووتش قد يضر سوق الساعات السويسرية من فئة المتوسطة الى الأدنى، الا أن ريتشارد ميل وعددا قليلا من صناع الساعات الأخرى الراقية جدا تشهد مبيعات قياسية ونموا مستمرا. وشركة ريتشارد ميل التي تصنع أغلى الساعات في العالم، حيث يبلغ متوسط سعر ساعاتها 185 ألف دولار تواصل رفض طلبات الزبائن بسبب الانتاج المحدود. ويقول ميل ان التحدي الأكبر، هو ارضاء العملاء الذين يشعرون بالضيق والاستياء بعد أن يقال لهم ان الساعات نفدت. وأطلقت الشركة حديثا ساعة «ماكلارين – هوندا» التي تبلغ قيمتها مليون دولار، وهي أخف ساعة كرونوغراف ميكانيكية على الاطلاق، وبيعت جميع القطع السبعين بمجرد طرحها. كما أطلقت الشركة ساعة جديدة بقيمة 750 ألف دولار للاعب التنس الكبير رافاييل نادال، التي ارتداها عندما فاز ببطولة فرنسا المفتوحة وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة هذا العام ليتصدر بذلك قائمة لاعبي التنس في العالم، وقد نفدت هي الأخرى على الفور. ويقول مازحا: للأسف، أصنع لنفسي بعض الأعداء. لكن ليس لدي أي خيار لأن الساعة معقدة ونتاج عملية تطور طويلة، كل فئة أعمل فيها ساعة، أريد أن أكون فيها الأفضل. ويقول ميل: ان الشركة ستنتج هذا العام حوالي 4 آلاف ساعة بزيادة عن 3600 ساعة أنتجت العام الماضي. وفي عام 2018، قال انه يتوقع انتاج حوالي 4600 ساعة. ويضيف أن سعر التجزئة للساعات التي ستصدرها ميل هذا العام ستبلغ حوالي 700 مليون دولار. وشهدت مبيعات الساعات السويسرية تراجعا لأكثر من عامين، بسبب تباطؤ الطلب من الصين. ولكن في حين أن هذه الصناعة قد تعاملت بهدوء كبير مع التهديدات من أبل وغيرها من الساعات الذكية، الا أن هناك مخاوف متزايدة من أن الانخفاض قد يكون ذا أمد طويل وليس دوريا، ذلك أن المستهلكين الشباب يعتمدون على الهواتف الذكية أو الساعات الذكية لمعرفة الوقت. ويقول ميل: ان شركتي تمثل «ساعة الحلم» المفضلة للمستهلكين الأصغر سنا لأنها أحدثت ثورة فى الساعات الميكانيكية. وبدلا من استخدام الذهب أو الماس لمنح الساعة قيمة، يتم استخدام مواد عصرية وتقنية غاية في التطور مثل الكربون وتيتانيوم والغرافين، لجعل الساعات أخف وزنا وأكثر جمالا وقدرة على الصمود أمام الضربات والصدمات أثناء الرياضة أو الاستخدام المنتظم. ويضيف أن عصر شراء ساعة ذهبية كبيرة لتوريثها للأبناء أصبح أمرا قديما. وكما يقول: زبائني يريدون قطعا خفيفة جدا ويسهل ارتداؤها، حيث يمكنهم لعب الغولف وفعل أي شيء، وأنا أكره فكرة أن توضع الساعة في خزنة بانتظار الجيل القادم. ويشير ميل الى أنه يخصص عموما ثلث ساعاته الى الأميركتين وثلثا الى أوروبا والشرق الاوسط وثلثا الى آسيا. لكن هذا الربيع، تخطط الشركة لفتح أكبر بوتيك لها في العالم في مانهاتن، مشيرا الى أنه سيكون شيئا خاصا.
مشاركة :