الموسيقار هاني شنودة: فرقة «المصريين» جزء من تاريخ الغناء

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تمرّ هذا العام الذكرى الأربعون على تأسيس فرقة «المصريين» التي أحدثت صدى كبيراً في الغناء، لما قدمته من أغانٍ مختلفة في الموسيقى والموضوعات. ورغم غياب بعض أعضائها بسبب الزواج أو الوفاة، فإن مؤسسها الموسيقار هاني شنودة استطاع تجديد دماء الفرقة لتستمر حتى الآن في إقامة حفلاتها كإحدى أهم الفرق الغنائية في العالم العربي. عن شكل الاحتفال وتاريخ الفرقة والجديد لديها، كان لنا مع الموسيقار هاني شنودة هذا الحوار. لماذا قررت الاحتفال بمرور 40 عاماً على إنشاء فرقة «المصريين»؟ فرقة «المصريين» حالة خاصة في تاريخ الغناء، قدّمت الألوان الغنائية كافة وطرحت منذ سنوات موضوعات كانت تقدم لأول مرة، وكتب لها كبار الشعراء من بينهم صلاح جاهين، واستمرت سنوات طويلة من النجاح والتألق رغم اختلاف الزمن والجمهور وأشكال الموسيقى. لذا كان واجباً علينا إحياء هذا التاريخ ورد الجميل إلى كل من شارك في هذا الكيان المهم. ما هي مظاهر الاحتفال؟ اتفقت مع الدكتورة إيناس عبد الدايم على الاحتفال على المسرح الكبير بدار الأوبرا، ودعوة الأعضاء القدامى والجُدد، وتقديم أعمال الفرقة وأعمالي الخاصة التي شاركتني فيها الفرقة. مستوى وحقوق كيف ترى مستوى الفرق الغنائية اليوم؟ جيدة ومتميزة، وتعبر عن جيلها وشكل الموسيقى الراهن، لكن أعيب على أعضاء الفرق أنهم يعملون في جُزر منعزلة عن الأجيال الأخرى. من الطبيعي أن تعمل مع من يوافقك في الأفكار والأحلام، لكن أيضاً من الضروري أن تعمل مع من سبقك في المشوار وله من الخبرة ما يُضيف إليك. عندما تعاونت مع كل من جاهين وعبد الرحيم منصور وأحمد منيب كنت أصغر منهم سناً وخبرة واسماً، ومع ذلك رحبوا بالعمل معي وأضافوا إلي الكثير. هل هذا سبب ابتعادك عن التلحين والموسيقى التصويرية؟ بالتأكيد. كذلك توقّف كل من ياسر عبد الرحمن، وجمال سلامة، وغيرهما كثير من الأسماء الكبيرة. كل جيل يظهر يتعاون مع نفسه ومن يُشبهه، والأجيال السابقة ربما تتراجع أو تعمل أيضاً مع من يناسبها وهذا خطأ كبير. لا بد من تواصل الأجيال ليُضيف كل منا إلى الآخر. لماذا لم تهتم بالحصول على حقوقك في الأغاني المسروقة؟ عندما وجدت أن ثمة من يغني «زحمة يا دُنيا زحمة» في فرنسا تقدمت بشكوى إلى جمعية المؤلفين والملحنين الذين خاطبوا الجهات المسؤولة وحكمت المحكمة لصالحي لأنها وجدت أن ثمة استغلالاً للأغنية وأعطتني تعويضاً مالياً، ولكن عندما وصل إلى مصر ضاع في إحدى المؤسسات الحكومية بسبب الروتين ولم أحصل على أي جزء منه! أما الأغاني التي تُغنى في فلسطين المحتلة فمن الصعب التعامل معهم قانوناً، من ثم التزمت الصمت في هذا الشأن، وأنا مع مؤسسات الدولة لو قررت التقاضي. أغان دينية لماذا فكرت في تقديم أغانٍ دينية عن النبي محمد؟ إنها رسالة لنبذ التعصب. حتى الآن أتذكر أحد دروس مادة التربية الإسلامية التي كنت أحضرها في المدرسة، التي تعلمت من خلالها أن من لا يحترم الآخرين ليس من حقه أن يطالبهم باحترامه، فنحن كمسلمين ومسيحيين لا بد من أن نحب ونحترم بعضنا البعض. ما هي الأغاني الدينية التي قدمتها للرسول؟ أغنية «خايف يا ربي» وهي مدح في النبى الكريم، و«صلوا على خير الأنام»، والأغنيتان غناهما المطرب «زجزاج»، كذلك قدّمت أغنية أخرى بعنوان «لبيك اللهم لبيك». ألم تخش الانتقادات؟ أي عمل أقدمه لا بد من أن يمدحه البعض فيما ينتقده البعض الآخر. فعلاً ثمة مسلمون كثيرون كتبوا على صفحتي: «أنت مالك»، و«لماذا تمدح الرسول؟» وآخرون اتهموني بأني فعلت ذلك طمعاً في نجاح وهمي، وهاجمني أحد القساوسة في أميركا، وقال لي: «طب ما تسلم أحسن»، وأنا تقبلت ذلك كله ولم أرد عليه، فالدين المعاملة، وهذه الكلمة بالمناسبة تلخص ماهية الدين. مواهب ومهرجانات كيف ترى برامج اكتشاف المواهب؟ اكتشاف المواهب ليس بحاجة إلى أية برامج، والغرض هنا تجاري. مثلاً، في فرقة “المصريين” اكتشف مواهب كثيرة وعندما يبتعد أحد من أعضاء الفرقة أبحث عن صوت جديد وأقدمه مباشرة، وحدث الأمر نفسه مع فرقة “الأصدقاء” التي كان أعضاؤها أصحاب أصوات جديدة قدمهم عمار وبعد انفصالهم أطلق غيرهم. كيف ترى الهجوم على أغاني المهرجانات؟ هل هذه الأغاني مرّت على الجهات الرقابية؟ هل صانعوها معروفون ومن السهل محاسبتهم على ما قدموه؟ هل يعملون بمفردهم وخارج إطار الدولة ومؤسساتها ومن الصعب منعهم؟ يبدو أن ثمة رغبة في وجودهم بيننا واستمرار الخلاف والجدال حولهم. الأغاني القديمة حول تجربة إعادة تقديم الأغاني القديمة، يقول هاني شنودة: «أنا معها تماماً، لأنها وسيلة لتعريف الجيل الجديد بأغان عظيمة لا يعرف عنها أي أمر. أذكر عندما أعاد محمد منير تقديم أغنية «أنا بعشق البحر» وهي من ألحاني، شباب كثيرون كانوا يجهلونها وبدأوا في البحث عنها وسماعها بصوت نجاة الصغيرة، والحال نفسها مع أغاني شريفة فاضل التي قدمها منير وأغان أخرى لمطربين آخرين. وهنا لا مجال للمقارنة، ولكن الأهم عودة هذه الأغاني إلى الأضواء والاهتمام بها مجدداً».

مشاركة :