لا يخلو هذا العالم العجيب من إنسانية البعض بالمساعدة بطرق مختلفة قدر المستطاع لمن يحتاج لمساعدة وهذا ما حدث لطالبة جامعية في إحدى جامعات العالم من أفضل الجامعات العالمية وكانت تحرص على استكمال دراستها الجامعية وكانت في حيرة من أمرها بين الأمومة بتربية طفلها الرضيع والجلوس معه في منزلها وبين مواصلة دراستها الجامعية وكانت أمورها المادية لا تسمح لها بإيجاد مربية في منزلها أو إرساله إلى أحد دور الحضانة أثناء تواجدها في الجامعة .وما كان منها إلا أن أرسلت بريداً الكترونياً لأستاذها في الجامعة الذي يدرسها تخبره بأنها ستتوقف عن مواصلة دراستها لمدة عام كامل لتنصرف لتربية ابنها بالجلوس معه في منزلها .لقد فوجئت هذه الطالبة برد الأستاذ الجامعي الذي طلب منها إحضار طفلها معها إلى الجامعة ليقوم بمساعدتها باستكمال دراستها الجامعية وذلك بأن يحمل طفلها بين ذراعيه أثناء إلقائه للمحاضرة .وتضيف الطالبة الجامعية معلقة على ما حدث من الموقف الإنساني لهذا الأستاذ الجامعي أن ما حدث لها كونها أماً وحيدة أمر صعب وتحد كبير بالنسبة لي ولكن هناك أشخاصاً متفهمين لظروفي العائلية ورغبتي لمواصلة دراستي الجامعية بالحضور إلى الجامعة وبين الجلوس بالمنزل لمدة عام كامل لتربية طفلي الوحيد عندي وكان هذا الأستاذ الجامعي شخصية نادرة بالعمل الإنساني جعل الأمر أكثر سهولة بالنسبة لي كطالبة برغبتها بالتخرج من هذه الجامعة التي هي أفضل جامعة في العالم ودفعها للتفوق بالحصول على الشهادة العليا التي كانت تحلم بها .وقد لقي هذا الأستاذ الجامعي الإشادة بهذا التصرف الإنساني بما في ذلك رئيس الجامعة التي يدرس فيها هذا الأستاذ .آخر الكلام :تصوروا معي كيف أن هذا الأستاذ الجامعي رغم علمه الغزير في تخصصه بإلقاء محاضرته بين الطلاب والطالبات في الفصل وهو يحمل بين ذراعية الطفل الذي أمه جالسة مع الطلبة في مقعد الدراسة وهو يشرح الدرس طوال الساعات المقررة لإلقاء المحاضرة ليسلم الطفل لأمه بعد انتهاء المحاضرة .إنه لموقف إنساني من أستاذ جامعي يستحق الإشادة والتقدير على مساعدته الإنسانية بحل مشكلتها مع طفلها .ولو كان هذا الموقف الإنساني يحدث عندنا في مدارسنا أو جامعاتنا لكان محل حديث المجتمع والدواوين والتندر والتعليقات السلبية وربما تكون احتجاجات من إدارة المدرسة أو الجامعة إلى جانب تندر الطلبة الجالسين في قاعة الدرس والابتسامات تعلو وجوههم وذلك أمام أستاذهم الذي يدرسهم وهو يحمل طفلا بين ذراعيه وهو يقوم بإلقاء الدرس والشرح حتى في (لوحة وسبورة الشرح) ولكن العالم المتحضر الذي لا يلتفت إلى الهامشيات يرى في هذا الموقف والتصرف الإنساني محل إعجاب وتقدير وإشادة .وأتمنى بأن يدخل هذا الأستاذ الجامعي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لمساعدته الإنسانية النادرة لهذه الطالبة بحمل طفلها بين ذراعيه وليس المهم عنده دهشة ومفاجئة الطلبة في الفصل الدراسي .ولكن المهم عنده أن يقدم مساعدة إنسانية لطالبة تسعى إلى حصول العلم لتجمع بين حنان الأمومة بتربية طفلها بالبقاء معه في المنزل وحلاوة نيل الشهادة الجامعية بمساعدة هذا الأستاذ الجامعي الذي سهل لها أمورها الدراسية بهذه المساعدة الإنسانية .وسلامتكم .بدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com
مشاركة :