أميركا وما تبقّى من «محور الشر»

  • 9/30/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، أعلنت الولايات المتحدة عن دول أطلقت عليها اسم «محور الشر»، وكانت آنذاك كوريا الشمالية والعراق وإيران. ثم استطاع الرئيس الأميركي بوش، وقتها، شطب دولة واحدة من تصنيف محور الشر، بعد أن قام بغزوها وإسقاط نظامها البائد، وهي العراق، فاعتبر المراقبون أن أميركا نجحت في هزيمة إحدى دول هذا المحور، وتحول العراق مكسبا في صفها، ولم يتبق غير كوريا الشمالية وإيران من هذا التصنيف. ويرى بعض المراقبين أن أميركا كما نجحت في العراق فشلت في الوقت ذاته في كوريا الشمالية وإيران، فعندما غادر بوش الابن البيت الأبيض وجاء أوباما، ظل الأخير يترنح بين مفاوضات وتصريحات ودبلوماسية سقيمة لثمانية أعوام، ازداد فيها نفوذ ما تبقى من دول التصنيف الأميركي «محور الشر». فها هي كوريا الشمالية تهدد بضرب السواحل الغربية للولايات المتحدة، وتهدد بإغراق اليابان، وتدمير جارتها الجنوبية، بل وتعززت قوتها أضعافاً عن السابق! كذلك إيران، حيث استطاعت استغلال الفترة الطويلة لحكم أوباما وميوله نحوها على حساب الحلفاء التقليديين لأميركا في الخليج، وخطفت ورقة الاتفاق النووي من دون أن تشمل هذه الورقة قيوداً على برنامجها الصاروخي! فكانت الرابحة من عهد أوباما أكثر من أي دولة أخرى. واليوم تحصد الإدارة الأميركية الحالية الفشل في غض الطرف أو التأخير في معالجة الملفات المتبقية من دول محور الشر (كوريا الشمالية وإيران)، وهو ما انعكس سلباً اليوم على مناطق حيوية من العالم كمنطقة الخليج العربي الغنية بالنفط، التي تزود العالم بثلث احتياجاته من الطاقة، وكذلك منطقة شرق آسيا الاقتصادية والصناعية أكبر مستورد للنفط الخام. وهذا الانعكاس السلبي الناتج عن تأخر الإدارات الأميركية المتعاقبة في المعالجة، خصوصاً أثناء إدارة أوباما، يحصد اليوم ما تعيشه هذه المناطق الحيوية من حالة توتر مستمر وتهديدات صاروخية كورية شمالية وإيرانية عبر إطلاقها بين الحين والآخر بالأجواء، واختبار مدى فاعليتها، ولإيصال رسائل متكررة بالقدرة على ضرب أي هدف قريباً كان أم بعيداً! إن استمرار حالة اللااستقرار الأمني في الخليج وشرق آسيا تتحمل مسؤوليته أميركا التي ليس لديها اليوم سوى التحذير تارة، وفرض العقوبات تباعاً تارةً أخرى، على ما تبقى من دول محور الشر، التي أثبتت أنها لا تجدي نفعاً على أرض الواقع. محمد هزاع المطيري

مشاركة :